السؤال
السلام عليكم.
سأختصر قدر المستطاع، زوجتي عمرها 39 تعاني من وسواس قهري شديد، ومخاوف من أشياء لا تخيف، وتعطلت حياتنا بشكل مخيف، لا تنظف البيت، ولا تسمح لي بتنظيفه، لم تستحم منذ أكثر من 4 شهور، وكذلك ترفض استحمام الأولاد أو تأجله لمخاوف غريبة.
لا نعيش حياة الأزواج منذ أكثر من 5 سنوات،عصبية جدا، قررنا الانتقال إلى شقة جديدة، ومنذ أكثر من سنة ونصف استأجرت شقة جديدة ولم ننتقل إلى الآن، والبيت الذي نعيش فيه لم يعد يصلح، وأدفع إيجار شقتين، نحن نعيش في الغربة، وترفض السفر إلى أهلها أيضا بسبب مخاوف ومشاعر لا تريد أن تشعر بها.
إحضار أهلها لحل المشكلة شبه مستحيل، كلمتهم وتفاقمت المشكلة عندما تواصلوا معها، وانهارت لأنهم عرفوا ولم يحل الأمر، حاولت بشتى الطرق معا باللين، والحلم، والكلمة الطيبة، وبالحزم، وأهل الإصلاح ولم يفلح الأمر.
الآن وبعد التوكل على الله ولأخذ بكل الأسباب لم يحل الأمر، وأصبحت أخاف على أولادي لأنهم تأثروا كثيرا وحرموا من كل شيء، ودائما تنفعل عليهم وتمنعهم من أي شيء طبيعي ومن حقهم.
أفيدوني جزاكم الله خيرا، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لزوجتك العافية والشفاء.
أخي: هذه السيدة الفاضلة - ومن خلال ما ذكرته من سلوكيات – أنا أعتقد أن الأمر أكثر من وسواس قهري طبيعي، أن لا تنظف البيت، وأن ترفض ذلك، وألا تستحم منذ أربعة أشهر، وتحرم الأولاد من الاستحمام: هذا تصرف غير سليم، وأنت ذكرت أنها تؤجل كل هذه الأشياء، لأن لديها مخاوف غريبة.
أخي: ربما يكون لديها أفكار ذهانية، أنا لا أريد أن أتعجل في الأمور، لكن الوسواس القهري ذاته في بعض الأحيان في حالات قليلة قد يتحول إلى ظاهرة ذهانية – أي عقلية – ويصبح الإنسان متعايشا مع الوسواس ويؤمن إيمانا قاطعا بأن الوسواس صحيح وليس خطئا، لكن الوساوس القهرية الطبيعية صاحبها يعلم أنها خطأ، وأنها سخيفة، لكنه يجد صعوبة في رفضها أو لفظها (رفضها)، أما السيدة الفاضلة زوجتك يظهر أنها متعايشة تماما مع وساوسها، والتي وصلت إلى مدى بعيد، وأنا أعتقد أنها وساوس ذهانية.
هذه السيدة الفاضلة لا يجب أن تترك بهذه الكيفية وعلى هذا الوضع – أخي الكريم – حاول أن تستعين بأي جهة، صديقة لها، قريبة لكم في البلد الذي تعيشين فيه، أن تذهب إلى طبيبة الرعاية الصحية وتحكي لها موضوعها، ربما تهيء لها زيارة منزلية أو شيء من هذا القبيل، وأمر آخر: يمكن أن تحضر أحد المشايخ، تحدث مع إمام مسجدك حول هذا الموضوع، المشايخ – جزاهم الله خيرا – يفيدون كثيرا، والشيخ يمكن أن يحضر، ويأتي ويقرأ عليها، لكن بشرط أن تكون متفقا معه أن يقول لها أنك محتاجة لمقابلة الطبيب النفسي بسرعة. هذه الآلية نجحت كثيرا من تجاربنا السابقة، لأن المريض في بعض الأحيان يحتاج لسلطة، وما شاء الله سلطة المشايخ نعتبرها سلطة ممتازة جدا على كثير من المرضى، بل في بعض الأحيان النصيحة حين تكون من الخارج من أحد خارج الأسرة يكون وقعها إيجابي على المنصوح.
أعتقد أن هذه هي الوسائل المتاحة، وهذه السيدة يجب أن تعالج، وجزاك الله خيرا – أخي – على صبرك على ما تعاني منه هي وما سببته لك من صعوبات أسرية. قطعا – أخي – هذا واجبك أن تساعدها، وأن تأخذ بيدها إلى المرافق العلاجية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.