السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
بدأت أعاني من انتفاخ الغدد اللمفاوية تحت الفك من جهة واحدة، ثم من جهتين، قلقت جدا ثم زرت الطبيب الذي فحصها والعنق أكمله بال ultrasound، وأكد أنه لا يوجد شيء يدعو للقلق، وأعطاني مضادا للالتهاب.
بعد مرور أسبوعين ما زلت أشعر بهذا الانتفاخ، فعدت عند نفس الطبيب فحثني على عدم التوتر والوسوسة.
طبيب آخر صديق فحصني جسديا فقط، وأخبرني أنها طبيعية، وأن أنسى الموضوع، ولا أخفي عليكم أني متوتر جدا، خصوصا بعد البحث في الإنترنت، وأصبت بالوسواس وأصبحت أتحسس الغدد بيدي كل مرة.
علما أن الطبيب حذرني أن لمسها بتكرار يؤدي إلى التهابات، وأضيف أني قمت بتحليل دم لسبب آخر قبل ظهور أعراض الانتفاخ بأسبوعين أو ثلاثة وكانت النتائج كالتالي:
Crp : 0.2، وقيمة الكريات البيضاء: 7300.
هل ال ultrasound يفي بالغرض في مثل هذه الحالات؟ أرجوكم ساعدوني.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غيلان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
انتفاخ الغدد اللفماوية قد يكون انتفاخا حميدا، أو يكون انتفاخا خبيثا، وأعتقد أن هذا هو الذي جعلك تتخوف وتوسوس حول هذا الموضوع.
الأطباء قاموا بفحصك وأكدوا لك أن الغدد اللفماوية لديك منتفخة انتفاخا طبيعيا حميدا، وهذا دائما يحصل من الالتهابات، حتى بعض الناس الذين تحدث لهم التهابات متكررة في مرحلة الطفولة تجد أن بعض الغدد اللمفاوية – خاصة تحت الفك – تجدها متضخمة لديهم، وهذا قد يستمر معهم طول حياتهم.
الظاهرة معروفة، والأطباء دائما حريصون جدا للتأكد من نوعية هذه الغدد، والطبيب حين قام بإجراء (التراساوند)؛ هذا إجراء صحيح، وفحص سليم، ومن وجهة نظري أعتقد أنه يكفي تماما، لأن الطبيب أيضا قد رأى في الحالة الإكلينيكية السريرية لديك ووجدها ممتازة، كما أن فحص الدم الأبيض ممتاز.
أخي الكريم: يجب أن تحقر هذا الفكر الوسواسي، وتدفعه عنك بعيدا، ولا تدخل في أي استرسال لتحليل الأفكار، وإن كان الأمر فوق طاقتك التحملية اذهب إلى طبيب جراح، طبيب متخصص في الجراحات العامة، وسيقوم بفحصك، وهذه يجب أن تكون للمرة الأخيرة، يجب أن تقتنع بما يقوله لك الطبيب، ولا أعتقد أنه محتاج لأخذ عينات من هذه الغدد أو شيء من هذا القبيل، هذه الظاهرة معروفة كما ذكرت لك.
إذا لا توسوس حول الأمر، واسأل الله أن يحفظك، وتخلص من الفراغ الزمني، وأحسن إدارة وقتك، يجب أن تكون أنشطتك متعددة، احرص على صلواتك في وقتها، بر الوالدين، يجب أن يكون لديك تواجد حقيقي إيجابي داخل أسرتك، يجب أن يكون لديك مشاريع مستقبلية، تخطط من أجل تنفيذها.
بهذه الكيفية لن يجد الوسواس وقتا، يصبح الوسواس فكرا ضئيلا جدا، لأنه أصبح لديك اهتمامات أكبر منه في الحياة، والمخاوف المرضية من هذا النوع موجودة عند الناس، فلا تنزعج، لا توسوس.
يمكن – أيها الفاضل الكريم – أن تتناول أحد مضادات قلق المخاوف الوسواسي، عقار مثل (سيرترالين) والذي يسمى تجاريا (زولفت) أو (لسترال) – أو ربما تجده تحت مسمى تجاري آخر في بلدكم – أنت تحتاج للدواء بجرعة صغيرة، تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجراما – تتناولها لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أريدك أن تدعمه بدواء آخر يعرف باسم (سلبرايد) ويعرف تجاريا باسم (دوجماتيل)، تناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميا في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
كلا الدوائين من الأدوية البسيطة والسليمة وغير إدمانية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها. علاجك في المقام الأول هو أن تطرد هذه المخاوف وهذه الوساوس، وأن تجعل حياتك فعالة ومليئة بالأنشطة، وهذا لا يتم إلا من خلال أن تكون لك أهداف واضحة، وأن تحسن إدارة وقتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.