أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي!

0 16

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، عمري 23 سنة، أعتبر نفسي إنسانا فاهما وواعيا، لكن ثقافتي ووعيي لا ينفعانني، ومشاكلي كثيرة، وسوف أختصرها وأتمنى منكم الدعم والمعونة، وجزاكم الله عني كل خير: نقص الجانب العاطفي والحنان من قبل الوالدين، التفكير الزائد والقلق من المستقبل، أحب النساء كثيرا، أمارس العادة السرية، أشاهد الإباحية، انعزالي، لا أصلي، لا أثق بنفسي.

هذه أهم المشاكل، وأتمنى مساعدتي، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إنسان عربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – أيها الابن الكريم – في موقعك، ونشكر لك هذه الصراحة وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهديك ويصلح الأحوال، ويحقق لك السعادة والاستقرار والآمال.

نحب أن نؤكد لك – ابننا الفاضل – أن قمة الوعي وقمة الفهم وقمة العقل في الخوف من الله تبارك وتعالى، فرأس الحكمة هي مخافة الله تبارك وتعالى، وأرجو أن تبدأ بهذه النقطة، ثم عليك أن تبدأ بالحرص على الصلاة، فإنها صلة بين العبد وربه تبارك وتعالى، والصلاة مفتاح لكل الخيرات والأرزاق، وفي نتيجتها ومن آثارها أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.

ثم نوصيك بأن تغض البصر، وتبتعد عن مشاهدة المواقع المشبوهة واللقطات الإباحية، فإنها السبب فيما يحدث بعدها من ميل زائد ومن شهوة عارمة ومن ممارسات وعادة سيئة تمارسها، كل ذلك نتيجة طبيعية لتلك المشاهدات التي غفلت فيها عن مراقبة رب الأرض والسموات، واعلم أن أسوأ الناس هم الذين إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، واعلم أن نظر الله إليك أسرع من نظرك إلى تلك اللقطة أو ذلك المقطع، واعلم أنك تختفي من الناس وتعصي رب الناس والله ناظر إليك، مطلع عليك، لا تخفى عليه خافية.

فاحرص على طاعة الله تبارك وتعالى ومراقبته في السر والعلن، واعلم أن هذا هو الذي يوصلك إلى الثقة في النفس، فإن ثقة الإنسان في نفسه فرع من ثقته في الله، والثقة في الله إنما يكونها التوحيد الخالص، إنما يرسخها الإيمان العميق بالله تعالى، إنما تقويها قوة المراقبة لله تبارك وتعالى، وإجبار النفس على السير في الطريق الذي يرضي الله تبارك وتعالى، وهذا هو قمة الوعي، وقمة الفهم، وهو الثمرة التي يجنيها الإنسان عندما يخاف الله ويتق الله، هي ثمرة العقل، أن يلتزم هذا العقل، وثمرة العقل أن يلتزم هذا العقل بأحكام هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

إذا عدت إلى الصلاة، وعدت قبل ذلك إلى الإيمان بالله تبارك وتعالى، وتبت إلى الله تبارك وتعالى توبة نصوحا، وعدت إلى مراقبة الله فسوف تتغير الحياة؛ لأن الانعزال له علاقة بالمعصية؛ ولأن ضعف الثقة له علاقة بالمعصية، لذلك ينبغي أن تدرك أن كل المشاكل البداية الصحيحة لحلها والمعونة الكبيرة في حلها لا تكون إلا بالعودة إلى الله، إلا بتصحيح المسار بينك وبين الله، وإذا أصلح الإنسان ما بينه وما بين الله أصلح الله حاله، وأصلح الله ما بينه وبين الناس.

وإذا خرجت من عزلتك فابحث عن أصدقاء، تذكرك بالله رؤيتهم، فإن الله قال لنبيه ولنا: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}، تقول لي: من أصاحب؟ أقول لك: من أنت؟ .. فالخروج من الانعزال ينبغي أن يكون إلى رفقة صالحة، إلى بيوت الله، إلى المطيع لله تبارك وتعالى من الزملاء والإخوان، حتى تجد المعونة على الطاعات.

نحن نكرر الشكر، ونعبر عن سعادتنا بهذا السؤال، ونرحب بك في موقعك، ونتمنى أن تصلنا منك البشارات التي تبين فيها التوبة والرجوع إلى الله والانتفاع بما وهبك الله من فهم ووعي وعقل.

نسأل الله أن يصلحك ويصلحنا وأن يصلح شباب المسلمين، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات