كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟

0 18

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 28 عاما، بدأت مشكلتي تقريبا أول ما دخلت الجامعة مع القولون العصبي واستمرت معي 6 سنوات، وبعد مراجعات المستشفيات لم أجد الحل، وقد استخدمت دوجماتيل 50 واختفت أعراض القولون، وقطعته بعد 3 شهور بعد أن أنهيت دراستي وبدأت العمل، وقد حصلت على وظيفة في مكان مرموق جدا، وهنا بدأت مرحلة جديد من القلق والتوتر والخوف من الأشخاص والاجتماعات، في بداية الأمر توقعت أن هذا الشيء طيبعيا؛ لأنه مكان جديد، وأول وظيفة لي، قلت في نفسي شهر شهرين وتختفي الأعراض، ولكن استمرت معي 10 شهور ولم تختفي، لدرجت أنني تركت العمل، ولكن كان هناك خيارا آخرا ولله الحمد، ولكن نفس المشكلة مستمرة معي، وقد زادت هذه المشكلة في حياتي حتى في خارج العمل.

قرأت كثيرا، واكتشفت أن ما أعانية راهابا اجتماعيا، وقررت أن أبدأ في تقوية الأنشطة الاجتماعية، لكن للأسف لم ينجح الأمر بل على العكس ازدادت تجارب الفشل وازداد القلق والتوتر، ولأني أصبحت أميل للعزلة في كل شيء حتى أهلي لا أريد الجلوس معهم، والأصحاب الذين كنت أستمتع معهم لا أريد مقابلتهم، وحتى الأنشطة التي أستمتع بها في السابق لا أريدها، وأصبحت عصبيا مع أنني لست كذلك في السابق.

الآن أستخدم إندرال 40 منذ شهر صباحا فإذا كان لدي عملا أو اجتماعا مع الأشخاص تخف الأعراض الخارجية من تعرق، ورجفة، وسرعة دقات القلب، ولكن القلق ما زال موجودا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدو أنك من الأشخاص الذين يعانون من القلق، أو أنك من الأشخاص القلقين، وعادة الأشخاص القلقين عندما يبدأ مرحلة ما في حياتهم – كدخول الجامعة أو الانتقال إلى بلد آخر أو الانتقال إلى وظيفة معينة – تنتابهم أعراض قلق، والقولون العصبي دائما مرتبطا بالقلق والتوتر أخي الكريم.

والآن طبعا الرهاب الاجتماعي نفسه هو اضطراب من اضطرابات القلق، وطبعا هو قلق وتوتر في مواقف اجتماعية معينة، وطبعا للأسف أثر عليك، وفقدت وظيفتك الأولى، والآن مازال معك، ولذلك يجب عليك العلاج – أخي الكريم -.

العلاج هو علاج دوائي وعلاج نفسي، العلاج النفسي: علاج سلوكي معرفي.

الإندرال هو يفيد في أعراض القلق والتوتر المصاحبة للمواقف الاجتماعية، ولكنه ليس علاجا للرهاب الاجتماعي، علاج الرهاب الاجتماعي يتم بمضادات الاكتئاب من فصيلة الـ SSRIS، ولعل من أفضلها هو دواء الـ (سيرترالين)، فابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – ليلا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك الاستمرار في العلاج حتى ولو بعد زوال هذه الأعراض لفترة لا تقل عن ستة أشهر، حتى لا تعود الأعراض مرة أخرى، ثم أوقفه بالتدرج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع.

وطبعا حاولت العلاجات السلوكية بنفسك، وهي: المواجهة وعدم الهروب، ولكن هذا يتطلب – أخي الكريم – مواجهة مدروسة منضبطة من معالج نفسي، فلذلك الأفضل الآن مع تناول الدواء أن تتواصل مع معالج نفسي لوضع برنامج للعلاج السلوكي المعرفي، يكون متدرجا، وفي مراحل، ويستغرق عدة جلسات، وتابع مع المعالج النفسي باستمرار – أخي الكريم – حتى تتخلص من هذا المرض وتعود إلى حياتك الطبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات