كيف أتغلب على وسواس يحرم علي خطيبي؟

0 23

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من وساوس وأفكار حطمتني نفسيا وبدنيا وعاطفيا، ولا أعرف كيف أتصرف؟ وقد تعبت جدا، وأنا مخطوبة، ودائما تأتيني أفكار أني أقول: خطيبي يحرم علي، علما أني أحبه وهو يحبني، ولا أعرف سبب هذه الوساوس، فكيف أتغلب عليها؟ نفسيتي محطمة وخائفة أن تؤثر علي بعد الزواج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ناريمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأسأل الله تعالى أن يتم الزواج على خير، وأن يكون زواجا سعيدا وصالحا وخيرا، وأسأله تعالى أن يجمع بينكما خير.

هذا بالفعل وسواس، والوسواس بالفعل حقير، دائما يأتي للناس في الأشياء الطيبة والجميلة والمحببة إلى نفوسهم وحياتهم.

أيتها الفاضلة الكريمة: تعاملي مع هذا الوسواس من خلال تحقيره، وفي بدايات الفكرة أو الخاطرة لا تخوضي أبدا في تحليلها، ولا تفسيرها، إنما ارفضيها قائلة: (قف، قف، قف، أنت وسواس حقير، أنا لن أهتم بك أبدا)، كرري هذه الكلمة عدة مرات مع نفسك، وبقوة وبصرامة، تكررين الفكرة حتى تحسين بالإجهاد.

تمرين آخر نسميه بالتمرين التنفيري: استجلبي هذه الخاطرة، ثم استجلبي خاطرة مضادة لها تماما، والخواطر حين تلتقي وتكون متخالفة وغير متجانسة سوف تضعف الفكرة الوسواسية.

والتنفير أيضا يمكن أن يكون من خلال إدخال شعور مخالف، مثلا: أن تضربي على يدك بقوة وشدة على سطح طاولة حتى تحسين بالألم، الفكرة هو أن تربطي ما بين هذا الوسواس وما بين إيقاع الألم، وجد علماء السلوك أن التنافر سوف يحدث، وأن الوسواس سوف يضعف.

أنا لا أريدك أبدا أن تعيشي مع هذا الوسواس، الوسواس مرض بالفعل معطل جدا للناس، لكن -إن شاء الله- أنت الآن طلبت العلاج والأمر في بداياته، وأنا أحسب أنك سوف تتخلصين منه تماما.

أيتها الفاضلة الكريمة: نسبة لحساسية محتوى هذا الوسواس أنا أنصحك أيضا بتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس، ويمكن أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا، أو إن كان هذا الأمر ليس بالسهولة فإن هنالك عدة أدوية تفيدك، عقار مثل (بروزاك) ممتاز، (فافرين) ممتاز، (لوسترال) ممتاز، هذه كلها أدوية ممتازة، وأنت تحتاجين لعلاج واحد فقط، وبجرعة ليست كبيرة.

مثلا: إذا كان اختيارك هو اللوسترال – والذي يسمى علميا سيرترالين – تبدئين بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – تتناولينها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة واحدة يوميا لمدة أسبوعين، ثم حبتين يوميا – أي مائة مليجرام – لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها حبة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أما إذا كان اختيارك هو البروزاك – والذي يسمى علميا فلوكستين – وهو دوء محبوب لدى الناس، لأنه لا يزيد الوزن، السيرترالين أو اللوسترال ربما يزيد الشهية قليلا نحو الطعام، أما البروزاك فلا يزيد الوزن أبدا، الجرعة هي – في حالة البروزاك إذا كان اختيارك – تبدئي بكبسولة واحدة في اليوم (عشرون مليجراما) بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك تجعلينها كبسولتين في اليوم – أي أربعين مليجراما – لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها كبسولة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أرجو – أيتها الفاضلة الكريمة – أن تتخلصي من الفراغ، أن تملئي وقتك بما يفيدك في دين أو دنيا، أن تتواصلي اجتماعيا، العبادات، خاصة الصلاة في وقتها، الدعاء، الذكر، هذه كلها متطلبات أساسية للتخلص من هذا الوسواس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات