الذكاء الوجداني (العاطفي) وكيفية تنميته

1 631

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي هو: ما هو الذكاء الوجداني؟ وكيف يمكن تنميته؟ وهل يستطيع الفرد في سن العشرين تنمية هذا الذكاء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مصطلح (الذكاء الوجداني) والذي يفضل أن يسمى بالذكاء العاطفي هو أحد المصطلحات المستحدثة، والتي ظهرت في العشرين سنة الأخيرة، ومعظم الدراسات ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية.

يعرف أن للإنسان ذكاء يعرف بالذكاء العقلي، والذي يمكن اختباره بواسطة بعض الاختبارات العملية أو الاختبارات اللفظية، وهذا الذكاء يحدد مقدرات الإنسان ومعرفته لفك رموز المعلومات، وكذلك التجاوب اليومي مع الأحداث وتفسيرها.

أما الذكاء العاطفي، فهو تلك الجزئية التي تمثل قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين، بمعنى آخر: هو عبارة عن مهارات خاصة بالإنسان تجعله يستطيع أن يتصرف التصرف الصحيح في الموقف المعين، بمعنى إذا ذهبت لزيارة بعض الناس والذين لا أعرف كثيرا عن عاداتهم وطبائعهم، فما هو التصرف المطلوب مني في هذا الوقت؟ هذا بلا شك يتطلب نوعا من المهارة التي ربما لا تكون قد اكتسبتها في السابق، ولكن بالتأكيد يمكن للإنسان أن يتصرف في مثل هذا الموقف بحسب ما يعرفه أو بحسب ما يعتقد أنه لن يكون محرجا للطرف الآخر.

إذن: الذكاء الوجداني أو الذكاء العاطفي هو كيفية أن أكتسب مهارات ومقدرات أستطيع من خلالها أن أتصرف في موقف معين بالصورة الصحيحة، كما أن الذكاء العاطفي يختلف عن الذكاء العقلي في أن بعض الناس يمكن أن يكون لديهم معدلات عالية جدا من الذكاء العقلي والحصول على الشهادات العلمية العالية، ولكن يفشل الواحد منهم في المواقف العاطفية أو المواقف الاجتماعية.

للذكاء العاطفي طرق من أجل قياسه وتحديده وإن كان العلماء لم يتفقوا على ذلك كثيرا.

أما كيفية أن يطور الإنسان من ذكائه العاطفي أو الوجداني، فهذا بالطبع يتم بممارسة المهارات والإكثار من الاطلاع، وأن تضع في تفكيرك مواقف افتراضية، ثم بعد ذلك تبحث في الحلول لها.

الذكاء العاطفي يمكن أن يتطور بعد سن العشرين، وهو بعد ذلك يختلف عن الذكاء العقلي؛ حيث أنه عملية مستمرة، ويمكن للإنسان أن يكتسب مقدرات جديدة بمرور الزمن.

أود أن أرشدك إلى أحد الكتب الجيدة والقليلة في المكتبات العربية، ويسمى هذا الكتاب بـ (الذكاء العاطفي) قام بتأليفه الأخ الدكتور/ مأمون مبيض وهو طبيب نفسي يعمل في إيرلندا، فقد شرح من خلاله التعريفات المختلفة، كما أنه تحدث عن طرق القياس، وطرق التطوير لمثل هذا النوع من الذكاء، ويوجد كتاب آخر يتكون من 96 صفحة، وهو تأليف الدكتور / ياسر العيتي، الناشر دار الفكر بدمشق – سوريا، وهذا الكتاب يسمى (الذكاء العاطفي) وهو يمثل نظرة جديدة في العلاقة بين الذكاء والعاطفة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات