السؤال
السلام عليكم.
أعاني من ضيق وتشنج في البلعوم غير مؤلم منذ سبعة أشهر، أحس بالإجهاد في الحلق كأني صرخت، لكن بلا ألم في اللوز أو حرارة، فقط شعور غير مريح ويصعب شرحه، ويستمر أسبوعين ثم يختفي، وبعد فترة يرجع.
راجعت الطبيب وأخبرني أني بخير، وتوقع أنها حالة نفسية، ووقتها كان عندي فعلا ضغوطات نفسية، لكن حاليا كل شيء جيد، لكن رجعت لي الأعراض، فراجعت طبيبا آخر، وأخبرته بحالتي، بالإضافة إلى وجود انتفاخ في الرقبة، أيضا أخبرني أني بخير، ما عدا وجود التهاب في البلعوم بسبب الجيوب الأنفية، ووصف لي أدوية ومحلول الأنف، واستخدمته لمدة أسبوعين، لكني لم أتحسن، ما زلت أعاني من الأعراض، وشككت أنها حالة نفسية، فأنا إنسانة أعاني من وسواس المرض.
قرأت عن حالتي في الإنترنت، فازداد الوسواس، وأخشى أني مصابة بمرض خطير، وكثرة التفكير والقلق أرهقانني نفسيا، لأني لا أعرف ولا يعرف الأطباء مم أشتكي بالضبط؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Majdah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
الأمر -إن شاء الله- بسيط جدا، بعض الناس لديهم شخصيات حساسة، ويصابون بالقلق لأبسط الأمور، والقلق قد يكون معبرا عنه بقلق ظاهر، أو قد يكون قلقا مقنعا ينعكس على الأعضاء الجسدية، فربما هذا هو الوضع بالنسبة لك. إنسانة ممتازة، متوازنة، لكن يظهر أن نواة القلق لديك عالية بعض الشيء، وحتى إن لم يعبر عن هذا القلق تعبيرا نفيسا في شكل توتر – وإن كان في الآونة الأخيرة أصبح لديك التفكير الزائد والتوتر والقلق – لكن أعتقد هذا ناتجا من قلق المخاوف، حيث إنك لم تجدي التفسير التام لما يحدث في البلعوم.
التفسير هو: أن القلق الداخلي بما أنه توتر تحول إلى توتر عضلي، ويعرف أن التوتر العضلي قد يؤثر على عضلات الجهاز الهضمي، من البلعوم وحتى القولون، حين يؤثر على البلعوم يظهر في شكل انقباضات عضلية في البلعوم – أي في المريء – وهذا يعطي الإنسان شعورا بعدم الراحة، أو كأن هناك تشنج عند البلع خاصة، والبعض يشعر كأن هناك كورة في حلقه.
أنا أعتقد أن هذا هو التفسير الأرجح، والعلاج في مثل هذه الحالات علاج بسيط جدا: أولا لا تنزعجي، لا تفكري سلبيا، مارسي تمارين استرخائية بكثافة، (تمارين التنفس المتدرج، الشهيق والزفير، وتمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها) تمارين جيدة وممتازة، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، فيمكنك الاستعانة بها.
أيضا ممارسة أي نوع من الرياضة يناسب الفتاة المسلمة سيكون ممتازا معك.
تنظيم الوقت، التفاؤل، أن تكون لك فعاليات إيجابية مع الأسرة، هذه كلها مهمة وضرورية، وأن تعبري عن ذاتك ولا تكتمي.
هذا هو العلاج، وحتى نطمئن أكثر أريد أن أصف لك علاجا دوائيا بسيطا، الدواء يسمى (سبرالكس) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (استالوبرام)، وهو في الأساس دواء مضاد للقلق وللاكتئاب والمخاوف والوسوسة، وفي حالتك الجرعة المطلوبة جرعة صغيرة جدا، وهي أن تبدئي بخمسة مليجرامات – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات تناوليها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة عشرة مليجرامات يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
الدواء بسيط، والجرعة صغيرة، والمدة العلاجية مدة قصيرة، والدواء لا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.
فإذا خذي بهذه الاستشارة متكاملة، وطبقي الإرشادات التي ذكرتها لك، وتناولي الدواء، و-إن شاء الله تعالى- ما بك سوف يزول تماما.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.