السؤال
مرحبا.
مشكلتي هي منذ الطفولة وقعت بحب شخص يقرب لي، ولكن طبعا لم أفصح عن شيء، وانتظرت هذا الحب لكي يختفي وكان يختفي لفترات ويعود، وأنا أنتظر نسيانه.
الآن أنا أتعلم في نفس الجامعة التي يتعلم بها، والشيء أصبح يؤثر على تعليمي، فعندما أراه أو أتحدث معه (لأنه يقرب لي) أبقى أياما أفكر به ولا أستطيع الدراسة ولا القيام بأبسط الأمور، حتى في نومي أكرر الحدث أكثر من مرة.
أنا شخصيا تعبت وأحاول أن لا أراه لكي لا ينشغل عقلي، ولا أعرف مدى تعلقي فيه، فكل ما يشعره اتجاهي هو اعتباره لي كأخت له.
العلاقات بين أولاد العم في مجتمعي غير مقبولة، وهذا ما يتعبني، فأنا أضيع وقتي على شيء مستحيل أن يحصل، أريد أن أركز في تعليمي دون التفكير في هذه الأمور.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
غاليتي نور أهلا بك.
إن الله أودع فينا المشاعر والأحاسيس والعواطف؛ فقد يشعر الواحد منا بميل تجاه شخص معين دون قصد وسعي منه، وهذه المشاعر المألوفة تجاه الجنس الآخر أخبرنا عنها رسولنا الأكرم في حديثه الشريف حيث قال: "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف"، (الحديث في صحيح مسلم برقم 6376).
هذه المشاعر لا إرادية، وتفرض نفسها ضمن مواقف معينة، وهذا لا يحاسب عليه الإنسان؛ لأنه لم يسع إليه، ولم يتعد مجرد الشعور، تأكدي أن ما تشعرين به الآن ما هو إلا سيل من العواطف الجياشة التي تصيب الكثير من الفتيات في مثل سنك.
جوابا على ما انتهت به رسالتك حيث قلت:" أريد أن أركز في تعليمي دون التفكير في هذه الأمور.
أقول لك -بنيتي- ما يلي:
* لا تستسلمي لهذه المشاعر والتعلق، والوقوف عندها، وهدر وقتك واحتراق أعصابك ومشاعرك.
* ركزي على دراستك والتخرج بتفوق وبدرجة امتياز، ولا تنسي أن هذا مستقبلك وحلم حياتك بأن تتخرجي من الجامعة، واسعي أن تكملي دراسات عليا؛ فنحن نريدك فتاة مسلمة قوية ومتميزة ينتفع منها المجتمع، ويتشرف بها المسلمون.
* إذا تفرغ القلب كان لا بد من ملئه، فاملئيه وأشغليه بالله وبمحبته، وأشغلي عقلك بالتفكير في دراستك أو في أي شيء ينفعك، بما في ذلك الصلاة، وحفظ القرآن، والصوم، والدعوة إلى الله في الجامعة وأيام الإجازة، قال الحسن البصري: "يا ابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك".
* مارسي الرياضة؛ فهي عامل مهم لملء الفراغ، وتفريغ الطاقة التي بداخلنا، ومن فوائدها: صرف الطاقة الغريزية فيما ينفع البدن، وتفرج الكرب والحصر النفسي، وتساعدك على النوم بشكل أفضل.
* أدعو الله أن يرزقك الزوج الصالح، ولا مانع من صلاة الاستخارة، ودعاء الله أن يكون ابن عمك من نصيبك، وإن كان خيرا لك اعلمي أن الله سوف يقدره لك، وإن كان شرا لك يبعده عنك، واعلمي أن الله لطيف بالعباد وأحن علينا من أمهاتنا.
* لطالما رزقك الله العيش على أرض فلسطين الحبيبة ، ففلسطين لن تتحرر إلا بشباب نشؤوا في طاعة الله وساروا في سبيله، وهذا يزيد من مسؤولية الشباب المسلم، حتى تسترجع الأمة سيادتها ومجدها، وتسترد كرامتها وأرضها المنهوبة يا نور.
أسأل الله لك راحة البال والسكينة، وأن يرزقك الزوج الصالح -يا نور-، ونسعد بك -بنيتي- إن احتجت إلى مزيد من الاستفسار، وبإمكانك معاودة الكتابة إلينا مرة جديدة.