أفكر بفسخ الخطبة؛ لأنني لا أشعر بالسعادة، أفيدوني برأيكم.

0 22

السؤال

السلام عليكم.

شكرا على الموقع الاستشاري الجميل، جعله الله في ميزان حسناتكم.

مخطوبة منذ شهر ونصف تقريبا، مرتاحة لكنني أشعر ببرود، بمعنى: أنا متأكدة من حب خطيبي، لكن لا تصل المشاعر إلى قلبي، رغم أنه متعلم ومثقف ومتكلم مع الجميع إلا معي، هل الخطأ مني، أم منه؟

أفكر كثيرا بفسخ الخطبة؛ لأنني أشعر بفراغ كبير، وأسمع دوما أن فترة الخطوبة أجمل فترات الحياة، لكنني لا أشعر أنها جميلة.

أنا متعبه جدا، لا أدري ماذا أفعل؟ لا أستطيع أن أعبر عن مشاعري طالما هو بارد بمشاعره، ماذا أفعل؟

علما بأنه قبل عقد القران كانت فترة تعارف طويلة بيننا، وبعدها تم العقد، لكنني لا أشعر بالشوق كالسابق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Roz حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

أهلا ومرحبا بك عروسنا الجميلة، أسال الله أن يتمم لك هذا الزواج على خير.

الزواج نعمة من الله -عز وجل- امتن بها على عباده المؤمنين حيث قال: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها"، ويقول لنا الله -سبحانه وتعالى- عن عقد الزواج: "وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا"، وهذه الآية تدل على عظم عقد الزواج، ولذلك ينبغي على المسلم العاقل أن يستشير ويستخير، ويفكر جيدا قبل اتخاذ هذا القرار المصيري ألا وهو قرار الزواج.

وأما بالنسبة إلى سؤالك: انا متعبة جدا لا ادري ماذا أفعل، لا أستطيع أن أعبر عن مشاعري طالما هو بارد بمشاعره ماذا أفعل؟
أقول لك ما يلي:

مما لا شك فيه أن فترة ما بعد العقد وقبل فترة الزفاف هي فترة جميلة وحساسة، حيث يقترب فيها الزوجان من بعضهما، ويتم الانسجام والوفاق الفكري، ويحل لهما الخلوة والجلوس معا والخروج سويا، ومن الطبيعي أن تشعر الفتاة بنوع من التردد والخوف قبل حفل زفافها، فالزواج هو الانتقال من حياة العزوبية إلى حياة جديدة، والعيش مع الزوج تحت سقف واحد، وتحمل المسؤوليات، والقيام بالواجبات، ولكن بنيتي دعي عنك هذا التردد والقلق والخوف، ومشكلتك أنك لا تشعرين نحوه بالشوق -كما ذكرت وقلت-: "وبعدها تم كتب الكتاب لكن لا أشعر بالشوق مثل الاول"، وأنا أقول لك: إن هذا الأمر طبيعي، ولكن لا يجب أن يتعدى أكثر من ذلك، ومشاعرك وعاطفتك نحو الزوج سوف تتغير وتتحسن مع مرور الوقت، فالحب والراحة والسكينة والمودة والرحمة تزداد مع الأيام، وكل ما عليك أن تعامليه باحترام، وأن تشعريه بمكانته في البيت وفي نفسك، فالبيوت الزوجية العامرة هي المبينة على الرحمة والمودة والاحترام، والزوجة الصالحة هي خير متاع الدنيا كما أوصانا صلوات ربي وسلامه عليه.

* أنصحك أن تثقفي نفسك في جميع جوانب الحياة الزوجية، وما المانع من مشاركتك أنت وزوجك في دورة تدريبية شاملة، تعالج كل ما يحتاجه الزوجين عاطفيا واجتماعيا وشرعيا وجنسيا، حول الحياة الزوجية ومسؤوليتها قبل الانتقال إلى السكن الزوجي، وبهذا تكونا على بينة، وقادرين على مواجهة الاختلافات والخلافات التي تحصل بين كل زوجين، وخاصة في السنوات الأولى من الزواج، فالمعرفة والعلم نور الحياة.

* اهتمي بنفسك وبلياقتك البدنية، ومارسي التمارين الرياضية؛ فهي تساعد الجسم على الاسترخاء وتخفف من هرمونات التوتر وتعدل المزاج العام، وكوني زوجة كلها حيوية ونشيطة ومشرقة ومتفائلة بالخير، وصاحبة التفكير الإيجابي، فالزوج يعشق الزوجة التي توفر له الراحة والسكينة في المنزل، وهو بدوره يجب أن يوفر لها الأمان والحماية وكل ما تحتاجه وبقدر استطاعته.

* اجلسي مع زوجك، وتحدثي معه بصراحة بما يخص حياتكما الزوجية، ولا داعي للخوض بأحاديث وأمور حصلت معك قبل عقد القران، لأن ما حصل معك هو بينك وبين الله، وأنت كذلك، لا تسأليه عن ماضيه ولا تحرجيه، ولتكن حياتكما صفحة بيضاء لتصفو الحياة والعشرة بينكما.

* اهتمي بصحتك النفسية، واحرصي على المحافظة على علاقة طيبة مع إخوانك وأخواتك وعلى بر والديك، وابتعدي عن الخلافات الأسرية قدر المستطاع، وليكن شعارك التسامح مع عائلتك والعفو عمن أساء إليك.

* حاولي أن تستمتعي بوقتك مع صديقاتك؛ فهذه المرحلة تبقى من الذكريات الجميلة في حياتك، واجعلي لك وقتا تجلسين بمفردك، وتأملي ما أنعم الله عليك من نعم واشكريه واحمديه، والزمي الصلاة وأنت راضية خاشعة بقلب مؤمنة، واقرئي القرآن، وحضري نفسك عاطفيا وروحيا للانتقال إلى الحياة الزوجية وأنت متفائلة وواثقة من نفسك.

مع تمنياتي لك بحياة زوجية هادئة عامرة بالمودة والرحمة.

مواد ذات صلة

الاستشارات