السؤال
السلام عليكم.
أنا أكون ممن يجتهد في تحقيق أهدافه وعندما تواجهني أي مشكلة أفكر فيها وأنسى أهدافي، والمشكلة طبعا تحتاج للتفكير، وأحيانا طابعها تديني، مثلا: خلل معين في تديني، فهل تصرفي خطأ؟ هل مهما كان لدينا من أخطاء مثلا أو مشكلة تحتاج للتفكير نتوقف عن الإنجاز أم ننجز في نفس الوقت؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن تحقيق الشخص لأهدافه غير مرتبط بالمشاكل التي تواجهه بشكل يومي إلا إذا كانت تلك المشكلات ذات علاقة بأهدافه، وفي الأغلب أهدافنا لا تتحقق خلال يوم أو يومين، وربما ما تقصدينه هو عدم إنجازك للأعمال أو المهمات Tasks المطلوبة منك، أما الأهداف Goals تنقسم إلى قسمين:
أهداف قصيرة المدى وأهداف بعيدة المدى.
وكمثال مبسط على ذلك، قد يكون هدفك هو قراءة القرآن الكريم خلال شهر وهذا (هدف بعيد المدى)، ولكن لكي تنجزي ذلك عليك وضع أهداف قصيرة، كان تكون، قراءة عدد من الأجزاء كل أسبوع، وصولا في النهاية لختم القرآن الكريم.
أختي العزيزة إن الأهداف التي تتم مناقشتها مع الآخرين تكون أكثر فعالية في شحذ طاقة الشخص واستثارة حماسه لإنجازها مهما واجه من متاعب في ذلك، ومن صفات هذه الأهداف أنها: (تشجع على الإبداع، تعزز المشاركة، يتم الالتزام بها، تعزز الثقة، تشجع على تحمل المسؤولية، تزيد من التأثير الفردي، تعزز من الاستقلال الفردي).
لذا ولكي تتمكني من تحقيق أهدافك، حتى وإن شغلت بالتفكير بقضايا أخرى، يجب أن تكون الأهداف التي تختارينها:
فيها نوع من التحدي بحيث تشعرين بالحماسة للقيام بها، موثقة بشكل مكتوب في مفكرتك، محددة بوقت، إن تحديد الوقت يضفي نوعا من الإحساس بالأهمية ولا يدع مجالا للتوقعات، وانتبهي من أن يداهمك الموعد النهائي فيتحول من كونه هدفا يجب أن ينجز إلى "فرض" يجب الالتزام به، لذا عليك أن تكوني مرنة عند تحديد وقت تحقيق الهدف، قابلية الأهداف للتحقيق، فلا تضعي أهدافا صعبة تفوق قدراتك وإمكانياتك، وبنفس الوقت يجب ألا تكون الأهداف سهلة لدرجة ينخفض معها مستوى الإنجاز لحد غير مقبول.
الأخت الكريمة، فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية، التي ستساعدك بمشيئة الله على إدارة الوقت والأهداف:
- عليك بحسن إدارة طاقتك لا وقتك.
- كوني صارمة في قول "لا" لكل ما من شأنه أن يهدر وقتك.
- داومي على وضع قائمة بالأعمال والمهمات التي ستقومين بإنجازها بحيث لا تتجاوز عدد معين في اليوم الواحد.
- ضعي حدا للفوضى، وتجنبي كل ما من شأنه أن يراكم عليك الأمور.
- التفكير الإيجابي والعقلاني بمشاكلك اليومية يجعلك توازنين بشكل أكبر بين "المهم" و "الأهم"، وتصبحين أكثر قدرة على تحديد "ما يمكن تأجيله"، و "ما عليك فعله الآن".
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.