أعاني من قلق وتوتر واكتئاب وخوف في الصباح.

0 47

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي بدأت منذ خمسة أشهر، عندما مرض الوالد، وتغير نظام حياتي، وحدث مشاكل بيني وبين أصدقائي وأهلي، بدأ الأمر بتغير مكان نومي أكثر من مرة، ولم أكن مرتاحا، وحدثت بعدها لي مشاكل في النوم، وتطور الأمر بعدها، أصبح التفكير في النوم يسبب لي مشكلة كبيرة.

أصبحت كالمستفز، بعدها تطور الأمر إلى قلق وتوتر مزمن، فذهبت إلى الطبيب، فأخبرني بأني أعاني من قلق واكتئاب، وأعطاني لوسترال واكزنكس، فلم أتحسن، فذهبت إلى طبيب آخر، فقال لي: بأن شخصيتي حدية ولن أتحسن حتى على عمر الأربعين؟

بعدها بدأت مشاكلي تتلخص بالآتي:-
1- قلق وخوف خصوصا عند الاستيقاظ من النوم.
2- كثرة الذهاب للأطباء؛ فقد زرت أربعة أطباء نفسيين حتى الآن، وكثرة البحث على الإنترنت عن أدوية للقلق والتوتر.
3- عدم القدرة على العمل؛ فقد أصبحت لا أحتمل التواجد في العمل وأغادر، ولكن بعدها لا أعرف ماذا أفعل؟
4- كثرة التفكير في حالي، فلم أعد قادرا على الخروج من هذه الدائرة.
5- لم أعد أرغب في عمل شيء، وأشعر دائما بالخوف.
6-عدم القدرة على الثبات في مكان واحد ودائما متململ.
7- دائما أشعر بدوار وفقدان القدرة على التركيز.
8- أشعر كأن الدنيا قد ضاقت علي بما رحبت وكأني مسجون.
9- بعد ما قال لي الطبيب الثاني أن شخصيتي حدية أصبحت دائما أقرأ على الإنترنت عن نوع الشخصيات، وعلاج الشخصيات، وكأن الأمر وسواس، وكأن رأسي سينفجر.

في المساء أشعر أن قلقي قد خف، وأشعر بشيء من الراحة، فأصبحت أظن أني مزاجي.

حاليا آخذ علاج سيبراليكس 10ملغم، أفيدوني أفادكم الله. وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، قائمة الأعراض المرضية التي سردتها في تسع نقاط تشير أنه لديك بعض الإشارات أو العلامات لما يمكن أن نسميه بالاكتئاب القلقي أو القلق الاكتئابي.

أما موضوع أنك مصاب بالشخصية الحدية: فهذا التشخيص مع احترامي الشديد للطبيب لا يمكن أن يتم من جلسة أو جلستين، هذا تشخيص لا نريد أبدا أن نلصقه بالناس، لأنه يحمل الكثير من الوصمة الاجتماعية، كما أنه يجعل الإنسان ينفر حتى من ذاته، وأنا أراه أيضا تشخيصا واهيا ليس واضح المعالم، حتى وإن ذكرت بعض المعايير التشخيصية إلا أنه في نهاية الأمر قل ما تجدها تنطبق على إنسان ما بالدقة المطلوبة ليشخص هذا التشخيص.

عموما يا أخي: لا أريدك أن تتأثر أبدا بما قيل لك، واعتبر أن أعراضك هذه تأتي في نطاق القلق الاكتئابي، ولديك أيضا شيء من عدم القدرة على التكيف وافتقاد الدافعية، وهذه كلها تأتي أيضا تحت مظلة الأعراض القلقية الاكتئابية، أنت محتاج أن تحفز نفسك، محتاج أن تؤمن إيمانا قاطعا بأن الله تعالى قد حباك بقدرات كثيرة جدا، نعم عظيمة، لديك نعمة العقل، لديك نعمة التفكير، لديك المقدرة أن تحكم على الأمور بصورة صحيحة، لديك القدرة أن ترتب أفكارك وتنظمها وتحسن دافعيتك، وتسعى من أجل إفادة نفسك وغيرك، فالفكر السلبي يجب أن يرفض، يجب أن يبدل إلى فكر إيجابي.

الشعور السلبي أيضا يمكن على الأقل تحييده حتى ينتقل الإنسان إلى مشاعر أفضل، وتحسين المشاعر يعتمد كثيرا على تحسين الأفعال، أنت مطالب حقيقة أن تجتهد، أن لا تتكاسل أبدا، أن تحسن إدارة وقتك، أن تكون لك أنشطة مختلفة في اليوم، وأنا أحبذ أن يكون لك جدول يومي تحدد فيه كل نشاط، تريد أن تقوم حتى أوقات الصلاة يجب أن تحددها، أوقات الترفيه عن النفس، أوقات العمل، أوقات الزيارات، أوقات التواصل الاجتماعي هذه كلها يجب أن يشملها برنامجك اليومي.

والإنسان حين يدفع نفسه وينجز أي إنجاز عملي أو سلوكي لا بد أن يحس بالمردود الإيجابي النفسي الداخلي، وهذا هو الذي يحسن المزاج.

الرياضة يجب أن تعطيها اهتماما خاصا؛ لأن الرياضة تقوي النفوس كما تقوي الأجسام، أحرص كما ذكرت لك على العبادات، الصلاة في وقتها، زيارة الأرحام وصلتهم، أن تكون نافعا لأسرتك، وأن تطور نفسك في عملك، هذه هي السبل العلاجية التي سوف تخرجك مما أنت فيه.

أما بالنسبة للدواء فالسيبرالكس: فهو دواء رائع، وأريدك أن ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام يوميا لمدة 6 أشهر، ثم بعد ذلك اجعلها 10 مليجرام يوميا كجرعة وقائية، ويمكن أن تستمر عليها لمدة 6 أشهر أخرى، ثم خفضها إلى 5 مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين.

جزاك الله خيرا وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات