نظرة المجتمع للزواج بثانية

1 461

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد الإجابة الشافية المقنعة عن الزواج المتعدد (تعدد الزوجات) فأنا فتاة مقبلة على الزواج برجل متزوج، ومشكلتي أني غير مرتاحة نفسيا أبدا لزواجي برجل متزوج ولكن لكونه إنسانا متدينا وذا أخلاق حميدة جدا قبلت واقتنعت بالفكرة لكونه هذا الرجل وبهذه المواصفات.

صراعات كثيرة تواجهني كثيرا، ناس يقولون: عيب الزواج برجل متزوج، وناس يقولون: ستهدمين بيتا، مع أن الرجل أقنع زوجته بزواجه بثانية، وناس قالوا: إن الزوجة الثانية نزوة، وأن الرجل بطبيعته إنسان أناني يريد تحقيق رغباته الشخصية فقط برغم علمي أنه رجل طيب وأنه يريدني ويحبني على سنة الله ورسوله، ولكن الله يعلم الغيوب، لا أعرف الباطن وأنا على نفسي أخاف من أن أكون نزوة، ومن العادات والتقاليد التي لا تفضل الزواج الثاني.

وعائلتي مثلا من ضمن المعارضين على هذا الزواج ويعتبرونه نزوة، أفيدوني في أسرع وقت ممكن، جزاكم الله خيرا فأنا في صراع شديد، السؤال هنا: هل فعلا الزواج الثاني يعتبر نزوة من الرجل وممكن يتخلى عن الزوجة الثانية في لحظة؟ هل الزواج منه عيب ولا يدخل في العادات والتقاليد المتعارف عليها؟ (لم تتزوجي برجل متزوج وأنت صغيرة وألف من يتمناك) مع العلم أن عمري الآن (28) سنة والعمر يجري، هل فعلا سوف أهدم أسرة مع علمي أن حياتي مهما كان الرجل طيبا ومحترما تعتبر نصف سعادة لكونه ليس ملكي؟ ولكن أشعر أنه نصيبي وإحساس صادق ينتابني ولكوني إنسانة حساسة لا أريد أحدا من أهله أو زوجته يغضبوا مني لأني أخذته بالرغم والله العظيم أنه فرض نفسه فرضا علي وأدخل محبته غصبا كما يقولون، ولا كانت في يوم من الأيام ممكن تراودني فكرة الزواج برجل متزوج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإنه لا عبرة ولا وزن للعادات والتقاليد إذا صادمت الثوابت الشرعية، وإذا كان الرجل متدينا وصاحب خلق فلا داعي للقلق من كونه متزوجا بثانية أو بثالثة، وأرجو أن تعرفي أن خير رجال هذه الأمة أكثرهم نساء، وقد تزوج رسولنا صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة وبقية العشرة المبشرين بالجنة بعدد من النساء.

بل العيب والسفه في رد ما شرعه الله، ونحن يا بنتي في زمان العجائب، فإن الناس لا يعيبون على من يسافر للزنا ويمارس الفواحش ويعيبون طالب الحلال، وقد كانت الصالحات من سلف الأمة تبارك لزوجها وتفرح بزوجته الثانية أو الثالثة بل والرابعة وتعتبرها أختا لها في الإسلام، وكانوا يسمونها بالجارة وليس بالضرة كما هو في زماننا – وكذلك قولهم الزوجة الثانية نزوة ـ وهذا كله من تأثير وسائل الإعلام التي ظلت ولسنوات تهدم الثوابت وتحاصر الفضيلة.

ولا داعي للتأثير بهذا الهراء واعلمي أنه لا خيار أمام كثرة النساء إلا بما شرعه الحكيم الخبير، وهل الأفضل للزوجة أن يأتيها زوجها ملطخا بالزنا والعار والأيذر والدمار أم يأيتها في بيتها وليلتها طاهرا مصليا من بيت أختها في الإسلام؟

وقد أجريت دراسة على الجامعيات والخريجات، وكان من ضمن أسئلة الاستبيان: هل الأفضل لك أن تفوزي بربع رجل أم تعيشين بلا رجل؟ فكانت إجابة أكثر من تسعين بالمائة الأفضل أن أفوز بربع رجل، فالذين يرفضون التعدد يخالفون حتى رغبات النساء، ويأسف الإنسان أن يقول: إن كثيرا من النساء تأثرن بما يقال فأصبحنا نسمع من تقول: (أفضل أن أسمع خبر وفاة زوجي على سماعي لخبر زواجه) بل وجد في النساء من قالت لزوجها: أنا أرضى أن تمارس الزنا ولكني لا أرضى أن تتزوج بأخرى، فانطلق زوجها في الفواحش فأصيب بمرض ونقل لها تلك الهدية المحزنة، وقد ذكرت قصة وفاته وهي تذرف دموع الندم.

فلا تترددي في أمر شرعه الله، واحرصي على طاعة الزوج والإحسان لزوجته الأولى وشجعيه على الوفاء بحقها وحرضيه على رعاية أولادها وسوف تكون أسعد زوجة بطاعتك وطاعتك لزوجك.

ونسأل الله لك السداد والثبات.

مواد ذات صلة

الاستشارات