السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د/ محمد عبد العليم وأسرة برنامج إسلام ويب، أحب أشكركم على البرنامج الرائع الذي نستفيد منه الله يسعدكم.
مشكلتي هي الخوف من الأمراض، لكني لم أخبر أحدا بمشكلتي خوفا من آراء صديقاتي، مشكلتي بدأت منذ الصغر، كانت على شكل خفيف، وكانت تستمر ليوم أو يومين، الآن زادت المشكلة، وقد بدأت المشكلة عندما تعرضت قريبتي لاكتئاب وطلقت من زوجها، وافتعلت مشاكل مع الأقارب بأنهم هم السبب، وصارت ما تثق في أحد، كل ما أحد أعطاها أكلا أو أغراضا لا تأخذه، وسمعت أمي تقول إنها فقدت عقلها، أخبرتها أنها مخطئة لكن لا أحد يسمع لي.
بعد ذلك أصبحت أتوهم نفس مشكلتها، وأتخيل وأبكي يوميا، ولا أستطيع الأكل، أشعر بالغثيان، ولا أستطيع سماع أي خبر عن هذا المرض، وأصبحت انطوائية، ولا أهتم بدراستي، وفي الصباح أكون خائفة، ماذا أفعل زواجي قريب أيضا، أحاول أن أتجاهل، لا أقدر وهذه المنطقة لا يوجد بها أطباء نفسيون.
تعالجت بالرقية الشرعية، وأصبحت بخير، لكن لم أنس.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن يتم الزواج على خير وبركة، وأن يكون لكما مودة وسكينة ورحمة.
إن شاء الله مشكلتك بسيطة، الذي يظهر لي أنك شخصية حساسة بعض الشيء، وهذا نتج عنه قابليتك لقلق المخاوف، والذي نشأ لديك منذ مدة طويلة، منذ الصغر – كما ذكرت – وبعد ذلك أتت مشكلة قريبتك هذه، والتي انتهى زواجها بالطلاق وتغيرت حالتها النفسية وتدهورت، وبما أن مشاعرك نحوها مشاعر قوية وإيجابية حدث لك قطعا ما يمكن أن نسميه نوعا من التماهي مع أعراضها ومعها، يعني حزنت لحزنها وانتقلت نقلة كاملة بشعورك ووجدانك نحوها مما أثر عليك وزاد عندك القلق والخوف والأعراض النفسوجسدية التي أصيبت تلك الفتاة.
أيتها الفاضلة الكريمة: كوني إيجابية في تفكيرك، أنت مقدمة على الزواج، وهذا بفضل الله تعالى حدث كبير وحدث طيب وجميل، فكري في الإيجابيات في حياتك، ولا تفكري أبدا في السلبيات، وعليك بالدعاء، فالدعاء هو سلاح المؤمن، وعليك بأن تنظمي وقتك، وتبدئي في التحضير للزواج، وفي ذات الوقت حاولي أن تساعدي هذه الفتاة، عن طريق مساندتها، عرضها على الأطباء، بالرغم من أنك ذكرت بأنه لا يوجد أطباء نفسيون، لكن ربما تجدين طبيبا مختصا في الطب الأسري أو الطب العمومي أو حتى أطباء الباطنية ولديه خلفية كبيرة عن الأمراض النفسية، يمكن أن يساعدها كثيرا، فاجتهدي في مساعدتها، واجعلي هذا مشروع حياتك الآني بجانب الزواج.
والإنسان حين يشغل نفسه بأشياء مفيدة، وحين يجعل لنفسه دورا في الحياة يخرج بصورة إيجابية جدا من أزماته النفسية.
أنت الحمد لله تعالى لديك المقدرة الفكرية والمقدرة المعرفية، وهذا واضح من خلال رسالتك، وأنت أيضا تعملين مترجمة، فالحمد لله تعالى لديك عوامل إيجابية كثيرة جدا في الحياة، ويجب أن تكون دافعة لك من أجل المزيد من التحسن والاستقرار النفسي.
سوف أصف لك دواء بسيطا جدا يساعدك تماما لتخرجي من هذه المشاعر السلبية، وذلك نسبة لقرب موعد زواجك، الدواء يسمى (سبرالكس) هذا هو اسمه التجاري، وعلميا يسمى (استالوبرام)، ابدئي في تناوله بجرعة خمسة مليجرام يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميا لمدة عشرة أيام، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.