السؤال
السلام عليكم.
أرى أناسا وعائلة وحياة ثانية لا أحد يراها غيري، أحبهم أكثر من حياتي، وأحيانا أتحدث معهم ومن دون قصد يسمعني من حولي، لا أحد يؤذيني هناك، والجميع يحبني وأنا أحبهم، ولا أحب عائلتي الحقيقية؛ لأنني أعيش مع زوجة أبي أنا وأختي، التي تميز أختي وأولادها عني، وأبي متزوج على زوجته ولا ينام في المنزل، وهذا يفرحني كثيرا، لكنه جيد معي ويدللني، مع أنني الأكبر بين أخواتي، فهل هم موجودون أم أنا مريضة نفسيا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب .. في مثل عمرك الإنسان قد تجتذبه بعض أحلام اليقظة ويدخل في مقارنات ومعادلات ذات طابع نفسي وطابع وجداني، ويطرح على نفسه الأمنيات والأشياء التي يتمناها، وغالبا تكون ضد الواقع الذي يعيشه.
أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن لا تكون أحلام اليقظة بهذه الكثافة وهذه الخيالية وعدم الواقعية، حاولي أن تقتربي من الواقع، حاولي أن تقبلي الواقع، وأن تكوني أنت نفسك مصلحة للواقع بمعنى أن تساهمي وتجاهدي في استقرار أسرتك الواقعية والحاضرة، السرحان والتوهان الفكري والتعلق بأمنيات ليست واقعية، يؤدي إلى كثير من الانفصال عن الواقع، أنا أقول لك كوني واقعية، ولا تنظري فقط للجوانب السلبية فيمن تعيشين معهم، الإنسان حتى وإن كان يتميز بكثير من الأخطاء والعيوب لا بد أيضا أن يجد فيه شيئا من الخير والمنفعة.
أنا أعتقد أنه من خلال تعاونك واندماجك مع أسرتك الواقعية تستطيعين أن تذللي كثيرا من الصعاب، وهنالك مآرب مفيدة للإنسان حين يحس بعدم الارتياح داخل الأسرة، مثلا تخصصين وقتا أكثر لدراستك، تخصصين وقتا لحفظ القرآن، تخصصين وقتا للقراءة للاطلاع، تخصصين وقتا لتعلم اللغة، كثير من المآرب المفيدة موجودة في الحياة.
أريدك أن تنظمي وقتك، أن تقتنعي قناعة تامة بأسرتك، وأن تساهمي في استقرارها مهما كان الواقع، وأن تكوني إيجابية في كل شيء؛ هذا هو الذي أنصحك به.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.