لدي علاقة بفتاة تحتاج إلى وجودي في حياتها، فما نصيحتكم؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عشريني، لا أهوى تصرفات المجتمع اليوم، وأنظر إلى الأمور دائما بنظرة عقلانية، تعرفت قبل سنتين على فتاة على الإنترنت وبدأنا نتشارك الأحاديث الكثيرة، وكانت قد أخبرتني أنها تحبني، ولكني لم أبادلها هذا الشعور، فقد كنت أحبها كثيرا، ولكن ليس بمعنى العشق والغرام.

انسحبت هي ولكن لم تقطع الاتصال معي، وكانت تستشيرني بكل موقف يحدث معها، وقد أنقذتها في عدة مواقف، حتى بدأت أحس أنني مسؤول عنها كأنها طفلة، والذي صدمني أنها تحبني كأبيها، لأنها يتيمة الأم والأب.

أنا لا أريد شيئا من هذه الفتاة سوى أن أراها سعيدة، فهل هناك معصية في تواصلي معها؟

مع العلم أن تواصلي معها فقط كتابة وصوتيا، فأرجو الرد بطريقة ترضي الإسلام وترضي الشعور الذي يعتريني.

وشكرا لكم، وجزاكم الله بقدر نواياكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –ابننا الفاضل– في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، نسأل الله أن يعينك على الثبات، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم ولأبنائنا وبناتنا السعادة والآمال.

سعدنا جدا بعدم تجاوبك مع التيار العاطفي أو الإشارات العاطفية التي وردتك من الفتاة التي تقوم بمساعدتها، وهالنا أيضا أنها يتيمة، ومثلها يحتاج إلى المساعدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا جميعا على الوفاء للأيتام وللأرامل والقيام بواجباتنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا جميعا النية الخالصة لوجهه سبحانه وتعالى.

ونحب أن ننبه إلى ضرورة أن تعرف الفتاة أنك لست مستمرا معها في العلاقة العاطفية، حتى لا تنتظر السراب.

الأمر الثاني: لا مانع من مساعدة الفتاة شريطة ألا تتحول المساعدة إلى ما لا تحمد عقباه من الميل، نحن نؤكد أنك قد لا تتجاوب معها، لكن هي قد تتجاوب، وهذا سيؤثر على حياتها العاطفية والمستقبلية، وعلى المعاني الإيمانية في نفسها، وعليه: فنحن نقترح عليك ربطها بإحدى الصالحات، أو المراكز الدعوية، حتى تقوم الأخوات بمساعدتها، وإن كان لك أخت أو أخوات عاقلات فاضلات شقيقات -أو من محارمك عمات أو خالات– يمكن أن يتواصلن معها لتكون المساعدة عن طريق هؤلاء الأخوات.

وإذا استمرت المساعدة بهذه الطريقة فقط عندما تحصل لها مشكلة تجد منك التوجيه أو تجد منك النصح دون زيادة أو نقصان على هذا، فأرجو ألا يكون في المسألة حرج، ولكن من المهم جدا أن تكون الرسائل واضحة؛ لأن الكثير من الفتيات إذا قدمت لها مساعدة تظن أنه ميل وأنها مشاعر، وربما تتفاعل مع هذا، فالغواني يغرهن الثناء، والمرأة صادقة في مشاعرها وسريعة التأثر، وهذا قد يترتب عليه أضرار كبيرة على مستقبلها العاطفي.

لذلك أرجو أن تكون الأمور واضحة وقائمة على الصراحة، نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك الالتزام بالأدوار الخيرة الفاضلة، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يزيدك حرصا وانتباها لمثل هذه الأمور التي يمكن أن تتطور في اتجاه أنت لا تفكر فيه ولا تريده، ونسأل الله أن يهدي بناتنا وبنات المسلمين، وأن يرحم موتانا وموتى المسلمين.

هذه وصيتنا لك وللجميع بتقوى الله تعالى، واللجوء إليه، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد، ونكرر الترحيب بك في الموقع.

مواد ذات صلة

الاستشارات