السؤال
السلام عليكم.
أحب رجلا عمره 37 عاما، نحب بعضنا منذ 7 أشهر، ونحن على اتفاق على الزواج، ولكن المشكلة أنه يعاني من الاكتئاب، وهذه العلامة تظهر عليه إن لم يأخذ الدواء وهو Seroxate، كما أنه يتابع Therapie، يعاني من هذا المرض لمدة عام وشهر، كما أنه يأخذ 20mg من هذا الدواء.
المشكلة عندي هي أني خائفة من هذا المرض، وأن يكون السبب في رفض عائلتي له، هل أستمر معه حتى يشفى؛ لأني أحبه كثيرا، أم أتفادى الموضوع وأخرج من حياته؟ أخاف أن ترفضه عائلتي؛ فأنا لا أستطيع العيش من دونه، حتى وإن وافقوا، فهل لهذا المرض علاج لضمان مستقبلنا الأسري؟ هل بإمكانه التخلص من ذلك الدواء؟ لأن له أعراضا جدا سلبية: آلام في الرأس والقلب...الخ.
كما أنه بالنسبة له أمر التخلص منه أمر صعب تحقيقه، أريد ردا مقنعا فأنا حائرة، وأحتاج لأخصائي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالاكتئاب النفسي بصفة عامة لا يعتبر مانعا من الزواج بالنسبة للرجل أو المرأة، ولكن لابد أن ننظر في الجوانب الأخرى في حياة الإنسان، فهل هذا الرجل أكمل تعليمه؟ هل لديه عمل أم هو لا يعمل؟ ما هو مستوى التواصل الاجتماعي؟ ما هي المكونات والسمات الرئيسية لشخصيته، هل هي متوازنة أم لا؟ هذه الأشياء تعتبر هامة جدا، فإذا كان هذا الرجل مستقرا ولديه عمل، وهو من أهل الدين والصلاح، فلا أرى مانعا مطلقا في استكمال الزواج، أما إذا كان الاكتئاب قد سبب له أو ساهم في حدوث نوع من الإعاقة الاجتماعية بالنسبة له، فقطعا لدي تحفظات أكيدة للزواج به مهما كان حبك وتعلقك به، وهذا ليس نوعا من القسوة أو الشدة، ولكن بكل تأكيد لن يستمر الزواج إذا لم يوجد فيه نوع من الاستقرار، وأن يكون هنالك نوع من التوازن بين الأطراف.
بالنسبة لدواء الزيروكسات، هو من الأدوية السليمة والفعالة جدا، والشيء الذي ألاحظه أن هذا الأخ يتناول 20 مليجرام في اليوم فقط، وهي تعتبر الجرعة الصغرى بالنسبة لمرضى الاكتئاب؛ حيث أن بعضهم يحتاج إلى 40 أو 60 مليجرام في اليوم.
الدواء لا يسبب مطلقا أي مشاكل في القلب أو في الرأس، وتنحصر آثاره الجانبية في زيادة الوزن لدى بعض الناس، وربما يؤدي إلى آثار جنسية سلبية لدى عدد قليل جدا من الرجال.
مدة العلاج تتفاوت من إنسان إلى آخر، وأقل مدة للعلاج هي ستة أشهر بالنسبة لمرضى الاكتئاب .
ربما يكون من المعقول جدا أن تتحدثي معه حول العلاج الذي يتناوله، ويمكنك أن تستأذنيه في التحدث إلى الطبيب الذي قام بوصف العلاج له، وأنا على ثقة تامة أن الطبيب سوف يقدم لك المزيد من الإرشادات بجانب الإرشاد السابق الذي ذكرته لك؛ لأن الطبيب الذي قام بوصف العلاج لا شك أنه أكثر إلماما بشدة المرض، وكذلك الجوانب التأهيلية الأخرى التي تحدثت عنها مسبقا.
وبالله التوفيق.