السؤال
أنا متخوفة أن أكون أحسد أهلي على ما هم فيه من نعم، ووالله أني طوال الوقت أقول: بسم الله ما شاء الله، اللهم بارك لهم فيه، وأتمنى لهم المزيد، وأتمنى لنفسي المثل، ووالله ما تمنيتها تزول أبدا من عندهم، لكن عندما أسمع أن أي شيء أعجبني قد انكسر أحزن وأحس أني حسدتها، وكذلك في بيتي عندما ينكسر أي شيء أشعر بأني حسدتها.
أخاف أن أكون حسودة؛ لأن ساعات أختي تتشاجر مع زوجها لو شعرت بأنهم منسجمون، ومرات أجد الأشياء تتعطل، والله دائما أدعي لهم بصلاح الحال وأتمنى أن يكونوا مرتاحين دائما.
المهم هل أنا حسودة؟ وإذا كنت كذلك فأريد علاجا الله يسعدكم، ووالله أني عندما أرى شيئا أقول: اللهم بارك!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة-، وردا على استشارتك أقول:
فإن الحسود هو الذي يرى من الناس ما يعجبه ويتمنى زوال النعمة عنهم، أما من كان يحب أن يكون عنده مثل ما عندهم مع بقاء تلك النعم عندهم فليس بحسود، ويكفي بك أن تقولي ما شاء الله تبارك الله، فإن ذلك يخرجك عن كونك حاسدة، يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة).
لا تركزي على هذه المسألة فإنه قد يحصل توافق في كسر بعض الأشياء لا لأنك حسدتها ولكن لكون ذلك مقدر عليها.
احذري من مدخل الشيطان الرجيم الذي يريد أن يفسد عليك حياتك بهذه المسألة، فاجتهدي في نسيان هذه المسألة.
اجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فإن قوة الإيمان ترقق القلب وهكذا، أكثري من تلاوة القرآن الكريم فذلك يساعدك على تليين قلبك.
عليك أن تعمقي في نفسك الرضا بما قسم الله لك فإن أيقنت أن الله هو مقسم الأرزاق وأنه يعطي هذا ما لا يعطي للآخر، وأن العبد مهما حاول أن يحصل على شيء وليس مقدرا له فلن يستطيع الحصول عليه ارتاحت نفسك وهدأت وسكنت.
لا بد أن توقني أن كل شيء في هذا الكون يسير وفق قضاء الله وقدره، فكل شيء بقضاء وقدر والرضا جزء من الإيمان، قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)، ولما خلق الله القلم قال له: اكتب، قال: وما أكتب قال: (اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة)، وقال عليه الصلاة والسلام: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس)، والكيس الفطنة.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.