السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة في عمر 20 سنة، أدرس في الجامعة.
دائما أفكر أن هناك أشخاصا يراقبونني حتى في منزلي، لا أستطيع أن أكون على طبيعتي، مثلا لما أجلس في أي مكان في منزلي، أحس أن فيه أشخاصا يراقبونني، وأيضا الخوف مسيطر علي لدرجة أني لم أستطع العمل أو الخروج من المنزل لوحدي بسبب خوفي من الناس.
دائما أكون خائفة لما أكون مع الناس حتى مع أقاربي، لدرجة أني أحاول الهروب أو أنشغل في أي شيء حتى لا أتكلم معهم.
علما أن مريضة بمرض السكري، ومرض حساسية الصدر، الأدوية التي أستخدمها الآن هي حبوب ماتيفورمن 500mg لمرض السكري، ومرض حساسية الصدر كنت أستخدم الكرتزيون، ودسكة 500mg، ولكن توقفت عليها عندما أصبت بمرض السكري.
أيضا أصبحت سريعة الغضب، وهذا يحزنني؛ لأني أصبحت أغضب على من أحبهم من عائلتي، أتمنى أن أتحكم في غضبي، ومزاجي متقلب، مرة سعادة، ومرة حزن.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، أنا تفهمت رسالتك جدا، والذي يظهر لي أنه لديك بعض الشكوك الظنانية، أو ما يسمى بالأفكار الاضطهادية، وهي بالفعل مزعجة جدا؛ لأن الإنسان يفتقد من خلالها الثقة بالناس وحسن الظن بالناس، ودائما يكون لديه الشعور بأنه مستهدف، وأن هنالك مؤامرة تحاك ضده أو شيئا من هذا القبيل، هذه الحالات النفسية لها درجات، أحيانا تكون شديدة جدا ومطبقة، وأحيانا تكون بسيطة وخفيفة، أو قد تكون متوسطة الدرجة.
عموما أنا أؤكد لك أن هذه الأفكار هي أفكار ليست صحيحة، ولا أقول لك أنت متوهمة؛ لأن هذا كلام ليس بطيب، أقول لك أكثري من الاستغفار، والحمد، واحرصي على الأذكار خاصة أذكار الحفظ، وسلي الله تعالى أن لا يصيبك مكروه، وحاولي أن تبني ثقتك في الناس، وأنصحك أيضا بالانضمام إلى مجموعة نسوية تتدراس القرآن، مجموعة حفظ، مجموعة مدارسة؛ لأن مثل هذه الجماعات جماعات طيبة وجماعات نقية، والإنسان قد يحس فيها بالأمان أكثر.
سيكون أيضا من الجيد والمفيد جدا أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا، إذا كان هذا بالإمكان، فهذا أمر طيب، وإن لم يكن بالإمكان، فسوف أصف لك دواء بسيطا يعرف عنه فعاليته الممتازة في علاج الظنون الاضطهادية الشكوكية، سوف أصفه لك بجرعة صغيرة قد لا تكفي تماما، لكن قطعا سوف تحسن حالتك، لن أستطيع أن أصف الجرعات الكبيرة؛ لأن الجرعات الكبيرة لها بعض الآثار الجانبية، ولا بد للإنسان أن يكون تحت المراقبة والمتابعة الطبية النفسية في حالة تناول الجرعات الكبيرة.
بالنسبة لحساسية الصدر طبعا تزداد مع التوتر والقلق، فأرجو أن تكوني دائما في جانب الاسترخاء، وحتى مرض السكر أيضا يزداد مع القلق والتوتر، أنت تتناولين الآن عقار موتفورمين، وهو من الأدوية البسيطة جدا والجيدة جدا لتنظيم السكر في الدم، وعلاج مرض السكر الخفيف، ومن المهم جدا أن تكون هنالك متابعة مع الطبيب، هل تكفي 500 مليجرام من الموتفورمين هذا أمر يجب أن يحدده الطبيب، وعليك أيضا بأن تجعلي نمط حياتك متوائم مع مرض السكر، أن تمارسي الرياضة كرياضة المشي مثلا، التنظيم الغذائي هذا كله مطلوب.
طبعا الكورتيزون يزيد من مرض السكر، والكورتيزون أيضا يزيد من الشكوك الظنانية، فالحمد لله تعالى أنك قد توقفت عنه، ولا تتناوليه، ويمكن أن تتناولي علاجات أخرى لعلاج الحساسية في الصدر، لا تشعري بالغضب، لا تغضبي طبقي ما ورد في السنة النبوية المطهرة حول إدارة الغضب، الدواء الذي سوف أصفه لك لعلاج الظنون الشكوكية، وسوف يساعدك أيضا في علاج الغضب يسمى رسبيريادون تبدئين في تناوله بجرعة 1 مليجرام ليلا لمدة أسبوع، ثم تجعلي الجرعة 2 مليجرام ليلا تستمرين عليه لمدة 6 أشهر ثم اجعليها 1 مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 1 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الرسبيريادون، وتوجد أدوية أخرى بديلة، وقطعا مراجعة الطبيب النفسي إن وجد سوف تكون مفيدة جدا..
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.