ما الجرعة الأولية الصحيحة لدواء زيلاكس؟

0 20

السؤال

السلام عليكم.

أنا والحمد لله أعاني من اضطراب الهلع، زرت طبيبا في منطقتي، كتب لي الطبيب دواء زيلاكس 20 Escitalopram، والغريب في الأمر أنه طلب مني البدء بجرعة 20 فورا دون تدرج، ومن خلال قراءتي هنا وفي مواقع أخرى وفي روشتة هذا الدواء أيضا. أنه يجب التدرج فيه عند بداية أخذه في الأسبوعين الأولين، لكن الطبيب طلب مني أخذ جرعة 20 من اليوم الأول!

فلدي عدة أسئلة، هي:
1- هل البداية بجرعة 20 قد تسبب خطرا على الإنسان، خطرا حقيقيا؟ أقصد (مثلا انخفاض في الضغط، مشاكل في القلب أو الدماغ).

2- هل البداية بجرعة 20 قد تسبب قلقا وهلعا، ويكون الشخص معها آمنا؟ بمعنى فقط أعراض نفسية لا خطر فيها.

3- هل الأعراض الجانبية للدواء في حال بدأت بجرعة 20 تكون أقوى وأشد؟

4- ما هي الأعراض الجانبية المتوقعة إذا بدأت بجرعت 20؟

شكر لكل القائمين على إسلام ويب، الله وحده يعلم كم تقدمون لنا من الخدمات الجليلة والتسهيلات الكبيرة، جعلها الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

المبدأ الأساسي في تناول الأدوية – خاصة الأدوية النفسية – أن تكون هنالك جرعة تمهيدية، أو جرعة بداية، ثم الجرعة العلاجية، ثم بعد ذلك الجرعة الوقائية، ثم جرعة التوقف التدرجي لأجل التخفيف من الأعراض الانسحابية للدواء.

هذا هو الأساس الجوهري في التعامل مع الأدوية النفسية، لكن في بعض الحالات هنالك أدوية يمكن أن نبدأ بالجرعات العالية، ومن هذه الأدوية مثلا عقار (مكلومابيد Moclobenide) والذي هو من أفضل الأدوية لعلاج نوبات الهرع الاجتماعي، وإن كان ليس شائع الاستعمال.

ومنم هذه الأدوية أيضا عقار (ديباكين كرونو Depakine Chrono) الذي يستعمل لعلاج الصرع، وكذلك كمثبت للمزاج في حالات الهوس والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، يمكن أن نبدأ بالجرعة العلاجية مباشرة.

وبالنسبة للاستالوبرام Escitalopram: قطعا التدرج هو الأفضل، أن نبدأ بجرعة صغيرة، خمسة مليجرام مثلا، لأيام قليلة، ثم عشرة مليجرام، ثم بعد ذلك حسب التشخيص: إذا كان هناك حاجة لأن ينتقل الإنسان لجرعة عشرين مليجراما فلا مانع في ذلك.

بعض الأطباء لديهم انطباعات إكلينيكية وربما تكون من الشخصية أو تكون ناشئة من تجاربهم أن المريض - أو الشخص الذي يتلقى العلاج - إذا بدأ بجرعة ذات حمولة عالية – كما تسمى في العلم الصيدلاني – إذا بدأ بهذه الجرعات العالية قد تؤدي لنوع من الإغمار أو الإطماء التام للمستقبلات العصبية مما يؤدي إلى إفراز كبير في هذه المكونات أو المرسلات العصبية مثل مادة السيروتونين، وهذا قد ينتج عنه فائدة علاجية أكبر، وتبدأ فعالية الدواء مبكرا.

لكن هذا الكلام أيضا مردود عليه، ولا يتفق معه جميع المختصين، والأحوط والأفضل والأسلم هو أن نبدأ بالجرعات الصغيرة، وذلك تجنبا للآثار الجانبية على الأقل، وليس خوفا من سمية الدواء.

فأنا أقول لك: لا يوجد أي خطر في تناول عشرين مليجراما منذ البداية، ليس هنالك خطر، لكن البعض قد يحس ببعض الآثار الجانبية ومن أهمها اضطراب الهضم، أو الشعور بنوع من الحموضة في المعدة، لكن الدواء لا يؤدي إلى انخفاض في الضغط، ولا يؤدي إلى أي مشاكل في القلب أو الكبد أو الكلى أو الدماغ، فقط قد تظهر بعض الآثار الجانبية البسيطة المتعلقة بالجهاز الهضمي، وفي بعض الناس أيضا قد تزداد اليقظة، الإنسان يحس أنه في حالة يقظة شديدة أكثر مما كان، أو ربما يكون هنالك نعاس، أو شعور بالهمدان، هذه من الآثار الجانبية التي قد تحدث.

سؤالك الثاني: هل البداية بجرعة عشرين مليجراما تسبب قلق وهرع؟
في بعض الأحيان الجرعات الكبيرة إذا بدأنا بها بالفعل قد تسبب تململ حركي عند الإنسان، وقد يحس أيضا بالقلق والتوتر، هذا نشاهده كثيرا مع البروزاك على وجه الخصوص، ونادرا ما نشاهده في حالة السبرالكس.

سؤالك الثالث: هل الأعراض الجانبية للدواء في حالة البدء بجرعة عشرين مليجراما تكون أقوى وأشد؟
نعم الأعراض المتعلقة بالجهاز الهضمي – كما ذكرنا – أو زيادة في اليقظة، أو زيادة في النعاس، لكن بصفة عامة حقيقة السبرالكس دواء سليم، ودواء رائع، وقليل الآثار الجانبية.

سؤالك الرابع: قد أجبت عليه لأني قد ذكرت الأعراض الجانبية المتوقعة.

ختاما: بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، وأشكرك مرة أخرى على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات