السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أعرف ما طبيعة وحدود العلاقة التي تكون بين الطالب والطالبة في الجامعة؟ فأنا لا أتكلم مع الطلبة من الزملاء أبدا إلا حين الضرورة، ولكن زميلاتي علاقتهن بهم من نوع آخر.
كلهم محترمون، ولكن المشكلة حين تقول لهم أن العلاقة مع الزملاء لها حدود فإنهم يستغربون ذلك ويقولون لماذا؟ وماذا نفعل؟ يعني لكي أقول لهم هذا الكلام، كما أنها علاقة تبادل منافع، وفي وقت الفراغ بين المحاضرات قد يجلسون يتمازحون ويضحكون في شتى المواضيع، ولكنهم مع ذلك كلهم أناس محترمة، ولا أقصد أن أذم فيهم، ولكنني حين يقفون مع الزملاء أنسحب إلى أي مكان، وربما بأي حجة لكي لا أقف معهم، حتى أني أحس ساعات أني أبدو كالمعقدة! أحتاج لمن يقول لي ماذا أفعل؟ وأين الصواب؟
رجاء أخير، ادعوا الله تعالى لي أن يرزقني صحبة صالحة، لأني لست أجيد صنع علاقات وصداقات أو حتى الكلام مع الآخرين؛ ولذا أجد صعوبة بالغة في تغيير هذه الصحبة التي أنا معها، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Lsglm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فإن ديننا العظيم لا يعترف بالعلاقة بين الطالب والطالبة إلا من خلال الروابط الشرعية والآداب المرعية، فإن الفتى إذا التقى بالفتاة فإن الشيطان هو الثالث، وما من مكان يوجد فيه رجال ونساء إلا واجتهد كل طرف في أن يكون في منتهى الأناقة والظرافة، وخير للمرأة أن تبتعد عن مواطن الرجال، وأحفظ شيء للشباب أن يبتعد عن أماكن وجود النساء، وقد عرفت هذه الحقيقة تلك الشعوب التي خالفت أحكام السماء، فوضعت الرجال مع النساء، فكانت الأمراض الفاتكة، والجيوش الجرارة من اللقطاء، وقد شهد بذلك عقلاء الأعداء، وهم اليوم يعملون على تأسيس جامعات تباعد بين الرجال والنساء؛ لأن وجود المرأة مع الرجل أضاع العلم ودمر الإنتاج، وجلب المآسي والجراح.
وإذا وجد الإنسان نفسه في مثل هذا الواقع، فعليه أن يجتهد في البعد والهرب، ويختار لنفسه الأماكن التي لا تحدث فيها تلك المخالفات، ويشتغل بطلب العلم، والحرص على عالي الدرجات، وخير للإنسان أن يصبر على الحق حتى لو كان وحده ولا يغتر بكثرة الهالكين، ونحن في زمان عجيب أصبح المتمسك بدينه هو الغريب، فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس.
ولست أدري لماذا يتوارى من يحمل الحق في زمان يجهر فيه أهل الشر بفسقهم؟!!
ولا شك أن الرفقة الصالحة علاج للإنسان من السقوط، وإذا لم يجد الإنسان من يعينه على الخير فعليه أن يجعل كتاب الله صديقا، وطلب العلم أنيسا، ومن لم يشغل نفسه بالحق شغلته نفسه بالباطل.
والله ولي الهداية والتوفيق.