السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة منذ سنتين، لدي ابني بعمر سنة، والمشكلة أن زوجي مغترب يغيب ١١ شهرا، ويأتي شهرا فقط إلينا وقد طلبت منه أن يترك عمله هناك، ويأتي إلينا ويجد أي عمل آخر هنا.
علما أنه مهندس ولكن هو يتحجج بأن الدنيا والمعيشة أصبحت صعبة، وأنه يريد أن يوفر شيئا لمستقبل أبنائنا، وأنا أريده هو لأبنائه يربيهم معي وليس أن يأتي ولا يعرفونه، ولا يعرفون من هو الأب؟ ودور الأب وأن دوره ليس مقتصرا على المال فقط. هل أتركه يفعل ما يشاء أم ألح عليه ليأتي ويستقر معنا؟
أخشى أن يأتي ولا يجد عملا هنا، ويقول إنني أنا السبب كما أنني أصبحت أعتاد على غيابه وأشعر أنني أستطيع العيش بدونه، وكلامي معه أصبح قليلا جدا.
ما هو حكم ممارسة الجنس معه عبر الهاتف بدافع أنني أعفه وهو فى الغربة؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- وردا على استشارتك أقول مستعينا بالله تعالى: لا شك أن الأصل هو بقاء الزوج مع زوجته، أو أنه يسافر بها معه، لكن ثمة ظروف قد تضطر الرجل للسفر من أجل طلب الرزق، خاصة إن لم يجد عملا في بلده، لقول الله تعالى: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور).
بقاء الزوج في بلده بدون عمل فيه تضييع لأهله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول)، وفي هذه الحال لا بد أن يطلب الرزق، فينتقل داخل بلده أولا فإن وجد كان بها، فذلك أخف من السفر خارج البلد، فإن أمكنه نقل أسرته، فهذا هو المطلوب، وإن لم يتمكن فإنه يسهل عليه العودة إليهم كل أسبوع أو أسبوعين أو شهر، لكنه إن لم يجد فسيضطر للسفر خارج البلاد.
لا تظني أن زوجك مرتاح بالبعد عنكم بل بالعكس، فكما أنك بحاجة إليه فهو بحاجة إليك، وإلى الجلوس مع أبنائه وأخذكم معه قد يكون من الصعوبة بمكان خاصة في ظل الظروف الراهنة، حيث يضيق على الوافدين إلى البلدان، والله المستعان.
هنالك من يغترب عن أهله السنتين والثلاث، وأنت أحسن حالا منهن، فزوجك يعود كل سنة وإن كان هذا غير كاف لكن ذلك خارجا عن إرادته، وعليك أن تصبري وتتصبري وتحتسبي الأجر عند الله تعالى، ولعل الله يهيئ الظروف فيعود إليكم، فمقصده من السفر هو أن يوفر لكم عيشة طيبة.
نصيحتي أن يبقى على تواصل مع أبنائه وأن يتحدث معهم ويلاعبهم، ومن فضل الله تعالى أن يسر لنا الكثير من الوسائل التي لا تكلف الشيء الكثير، ويمكنه التحدث معكم يوميا عبر أي برنامج من برامج التواصل الاجتماعي.
يجب أن يكون عندكم حسن تدبير وادخار للمال، بحيث يستطيع العودة إلى البلد ويبدأ بتكوين نفسه سواء بفتح مكتب خاص به أو أن يقيم له أي عمل خاص.
نصيحتي أن تدعيه يدبر أموره بنفسه، ويمكن أن ييسر الله له بشركة تتكفل بتكاليف استقدامكم، بحيث لا يتحمل تبعات فوق طاقته، فهنالك شركات تقوم بذلك إن أبدع الموظف في عمله.
أما عن سؤالك الآخر وهو، حكم ممارسة الجنس معه عبر وسائل التواصل، فهذا يعني ممارسة العادة السرية، وهي محرمة، كما أن لها آثارا سيئة جدا، منها أنها تتسبب في التهابات عند الطرفين نتيجة الاحتقان، ومنها أنها تجعل الشخص يدمن على ذلك.
كما أن برامج التواصل غير آمنة، فيمكن أن تخترق وتؤخذ صورك، وتنزل في الإنترنت وفي ذلك تدمير لسمعتك إن ظهرت صورتك، وإن لم تظهر صورتك فذلك فيه كشف لعورتك، وهو أمر محرم، فعليك أن تبلغي زوجك بهذا، وأنصحكما بالصوم فإنه يحد من الشهوة، كما أرشدنا نبينا عليه الصلاة والسلام.
أخيرا أوصيك أن تكوني متفائلة، فلعل الله يجعل ظروف بلاد المسلمين أفضل، ويعود الناس إلى بلدانهم وأوطانهم.
أكثري من التضرع بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة لله، وسلي الله تعالى أن يرزقك الصبر، وأن يجعل لك فرجا ومخرجا.
نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق.