ما هي الخطوة التي يجب أن أتخذها لإصلاح علاقتي بإخوتي؟

0 30

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي بعض الطباع في خلقي، وحاولت في ما مضى التخلص منها، ولكن دون جدوى! ولا أقول لكم: صببت جل اهتمامي في تغييرها، ولكن محاولات صدرت عند الحاجة، ولم أفلح في التغيير، وتظهر بشكل كبير عندما أكون تحت ضغط نفسي، أيا كان سببه: العمل، أو العائلة، أو الظروف الاجتماعية، وهي: أني أغضب وتكون علامات غضبي أشد من الحادثة التي غضبت عليها.

إذا كرهت تظهر علامات كرهي للشخص أسرع مما ينبغي، وعندما أحب لا تظهر عندي أي علامات محبة لكل من أحبهم، وأنا مسؤولة عن عدد من أفراد أسرتي، ولديهم مشاكل وعلي أن أحلها لهم، فكيف أحلها ولدي هذه الطباع؟

وعندما طلبت من المتزوج أن يصلح هو أمره مع زوجته ولا أقبل بأن يعيش معي، غضب وقاطعني بعد أن أفنيت عمري ومالي وصحتي من أجلهم، والآخر طلبت منه لكي أزوجه أن يخفف من الشروط التي وضعها للزوجة التي يريد، فأجابني: لا أريد الزواج.

والآن أصبحت أنا في مشكلة معهم، وليس فقط مشاكلهم التي ينبغي أن أحلها، والآن أنا حائرة! أعلم أني ألجأ إلى الله لصلاحي وصلاحهم، ولكن ما هي الخطوة التي يجب أن أتخذها أو أخطوها؟ والله لا أعلم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ suhad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن تغيير العادات والطباع لا يتم بسرعة، بل من خلال الالتزام والتصميم على التغيير، وفيما يلي مجموعة من الخطوات العملية التي تتطلب منك الالتزام بها لكي تشعري بالتغيير:

- عدم التسرع والاندفاعية: فعندما يسألك شخص عن شيء ما، فعليك بالتريث قبل أن تجيبيه، وإذا أردت الكلام ففكري قليلا قبل إصدار كلماتك، وهذا يحتاج منك أن تدربي نفسك على ذلك لفترة لا تقل عن ثلاثة أسابيع متتالية.

- قدري "وزن" الموقف قبل الكلام أو التصرف: بمعنى أن تكون ردود فعلك مساوية لحجم الفعل الذي تم وغير مبالغ فيها، مثال على ذلك: إذا حضر لديك مراجع لإنجاز معاملة ما، وكانت معاملته غير مكتملة، وأصر عليك بضرورة إتمامها، فهذا الموقف لا يتطلب منك الغضب الشديد والعصبية، فما عليك إلا أن تطلبي منه بكل لطف استكمال أوراقه، فالموضوع لا يتعلق بك أنت، ولا تضعي شخصيتك محورا للخلاف، فإذا انفعلت وغضبت وخرجت منك كلمات مسيئة تجاهه، هذا يعني أنك تعاملت مع الموقف بشكل شخصي وليس مهني وعرضت "ذاتك" للإيذاء النفسي مما يجعلك تعانين من اضطرابات نفسية -مثل الضغط النفسي والتوتر-، أنت في غنى عنها، وكذلك الحال مع إخوتك، فمن الخطأ أن يؤدي النقاش بينكم إلى خلاف شخصي، لذا عليك التركيز على "موضوع النقاش" وليس على "الشخص".

- أحضري ورقة وقلما وصممي جدولا من عمودين، واكتبي في الأول جميع السلبيات التي ترينها في شخصيتك، واكتبي في الآخر جميع الإيجابيات، واعملي على التخلص من السلبيات بالتدريج، وأبقي على هذه الورقة معك.

- تغيير أسلوب حياتك الحالي من خلال ممارسة رياضات خفيفة يوميا مثل: المشي، والسباحة.

- لا تتخلي عن أخذ إجازاتك في العمل.

- تحدثي إلى أشخاص مقربين عن همومك ومعاناتك، فهذا يخفف عليك كثيرا.

- لتخفيض مستوى الضغط النفسي والقلق، تعلمي أن تسترخي: في البداية اجلسي في كرسي أو استلقي على السرير، ومن ثم قولي لنفسك: "سوف استرخي بشكل كامل، وسوف أبدأ بمقدمة الرأس وفروته (تخيلي أعضاء جسمك). وسأجعل عضلات مقدمة رأسي وفروته تسترخي وتستريح بشكل كامل أيضا، والآن سوف أجعل عضلات وجهي تسترخي، ولن يكون هناك أي توتر في فكي، وبعد ذلك سأجعل عضلات عنقي تسترخي، بل سأجعلها تهدأ وسأطرد كل الضغط منها، إنني أشعر أن عضلات عنقي تسترخي، والآن سأجعل عضلات كتفي تسترخي، وسوف يمتد ذلك الاسترخاء إلى المرفقين، فالرسغين، فاليدين، فالأصابع، وسأجعل عضلات صدري تسترخي الآن، وسوف أتنفس نفسا عميقا وأسترخي، وأجعل كل الشد والتوتر يختفي، وسيصبح تنفسي الآن طبيعيا ومسترخيا، وسأجعل عضلات بطني تسترخي. وبعد ذلك سأجعل عضلات ظهري تسترخي، والآن سأجعل عضلات الحوض، والفخذين، والركبتين تسترخي. والآن سيمتد الاسترخاء إلى بطتي الرجلين، والكاحلين، والقدمين، وأصابع القدمين، وسوف أبقى حيث أنا وأدع كل عضلات جسمي تترهل، وسأسترخي بشكل كامل من أعلى رأسي إلى أخمص قدمي".

وإذا جربت هذا مرة أو مرتين، فسوف تدهشين بالاسترخاء الذي ستشعرين به، وستجدين أنك أكثر هدوءا، ولن يستغرق ذلك أكثر من 15 – 20 دقيقة يوميا بواقع 5 دقائق في كل مرة، مما يخفض مستوى القلق لديك بشكل ملحوظ.

- لا تحملي أي ضغينة تجاه أي شخص، فالتسامح أداة قوية جدا للراحة النفسية؛ لأنه إذا سيطرت عليك المشاعر السلبية ستشعرين بالمرارة والظلم من الآخرين، لكن إذا كنت قادرة على مسامحة شخص أساء إليك، أو أغضبك، فإن ذلك سيعود عليك بالرضا النفسي، وبنفس الوقت سيتعلم الطرف الآخر من الموقف ويعزز علاقته معك، بدلا من نفور الناس من حولك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات