السؤال
منذ حوالي شهر تعرضت البلاد عندنا للقصف والغارات الوهمية من قبل الاحتلال الإسرائيلي مما عرض أطفالي للفزع الشديد، وكانوا يستيقظون من النوم مفزوعين يصرخون.
والآن والحمد لله انتهت الغارات ولكن أطفالي ما زالوا يعانون من الخوف فهم لا يقبلون النوم في غرفتهم بدون وجودي أو وجود والدهم معهم، ويبكون لأتفه الأسباب ولا يطيعونا أبدا! لست أدري ما هي الطريقة الصحيحة للتعامل معهم؟ فأنا أحيانا أشفق عليهم وأحيانا أخرى أكون عصبية؟ مع العلم أنهما فتاتان عمر الأولى أربع سنوات والثانية سنتان.
أفيدوني أرجوكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مروان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا الشعور بالخوف والهلع الذي حدث لأطفالك هو تفاعل يمكن أن نعتبره من التفاعلات الوجدانية الطبيعية لدى الأطفال، ولا شك أن ضجيج الطائرات والغارات الوهمية تؤدي إلى نوع من الخوف والرعب حتى وسط الكبار ناهيك عن الأطفال، ولكن الحمد لله أهلنا في فلسطين لديهم قوة التحمل والمقدرة على مواجهة ما يحدث لهم من اعتداءات، ونرى أنه من الناحية النفسية قد حدث لهم الكثير من التواؤم والتكيف والتطبع على ما يحدث، ولا شك أن سلاح الإيمان وحب الوطن من الدوافع الأساسية التي تقلل من هلع وهرع الإنسان في هذه المواقف.
بالنسبة للطفلتين، أرى أنه من الأفضل أن تشرحي لهن وبلغة مبسطة وسهلة طبيعة هذه الغارات والاعتداءات، وأن تضرب أمثلة بأن هذا الأمر يحدث لأطفال آخرين، ولكنهم والحمد لله ينامون في غرفهم، وأرى أن تبدئي بالطفلة الأكبر والتي تبلغ أربع سنوات من العمر، مع تشجيعها وترغيبها بجميع السبل في أن تنام لوحدها في غرفتها، ويمكن أن يكون ذلك بالتدرج، فعلى سبيل المثال: لا مانع أن تظلي معها في الغرفة لفترة، ثم بعد ذلك يمكن أن تتركيها لوحدها وتشجع عن طريق لعبة أو أي شيء هي ترغب فيه من أجل أن تظل لوحدها، وأرجو أن لا يكون احتجاجها وصراخها باعثا للاستجابة لمطالبها أو التساهل في أن تظل نائمة في غرفة الوالدين.
الاحتجاج والخوف كما ذكرت هو تفاعل طبيعي، ولكن يمكن التخلص منه بالتدريج مع الشرح الوافي المبسط.
أرجو ألا تقللي من العصبية، وألا تتفاعلي مع الأطفال بصورة سلبية، والمبدأ الأساسي في التعامل هو دائما أن نرغب الطفل وأن نشرح له وأن نشجعه، وألا ننتقده، وأن نحاول إشعاره دائما أنه في أمن وأمان، وأنه لن يحدث له شيء، حتى لو كنا نعلم أن هذه الغارات ستكون حقيقة في يوم من الأيام، فالطفل دائما يعيش على الأمل، وهو لا يحسب الحسابات المستقبلية التي يحسبها الكبار.
وبالله التوفيق.