السؤال
أنا فتاة في التاسعة عشر من عمري، أدرس في كلية خاصة مختلطة، تعرفت على صديقة من شرق آسيا لكنها كانت تدرس تخصصا غير تخصصي، وأصبحت من أعز صديقاتي، وذات يوم كنت أمشي معها فرأت ابن خالتها وصديقه، فذهبت إلى هناك وعرفتني عليهم، وأصبحنا أصدقاء، ولكن صديق ابن خالة صديقتي قال لصديقتي: إنه معجب بي، وجاءت هي وقالت لي، وأنا الآن أفكر فيه كثيرا، لكنني من أسبوع حاولت أن أبتعد عن صديقتي وعنه؛ لكنني بالرغم من ابتعادي أفكر فيه، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سماره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
لقد أحسنت بالابتعاد، فإنه دواء لما في القلوب والأكباد، وأرجو أن تحكمي عقلك ودينك، ولا تنقادي للعواطف والعواصف، فإن الدخول في الشبكات هين لكن التأمل في الخروج، وإذا كان في ذلك الشاب خير ورغبة حقيقية؛ فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، ويطلب يدك من أوليائك، وثقي بأن ابتعادك عنه سوف يرفع منزلتك عنده إن كان من أهل الخير، وإن لم يكن كذلك فالهروب سبيل النجاة.
ونحن نتحفظ على هذا اللون من الصداقات؛ فإن الفتاة المؤمنة لا تصادق إلا الصالحات الحافظات لحدود الله، وكل صداقة وأخوة لا تبنى على الإيمان والتقوى؛ تنقلب في الآخرة إلى عداوات، قال تعالى: ((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين))[الزخرف:67] واشترط الإسلام على المسلم إذا رغب في الكتابيات أن يكن كما قال الله: ((محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان))[النساء:25]، ويكذب والله من يزعم أنها صداقات بريئة، وأي براءة في شاب يضاحك ويمازح فتاة في كامل زينتها بعيدا عن أهلها؟! وكم حدث تحت ستار تلك البراءة الكاذبة من فضائح وويلات وآلام وحسرات؟! وعندما يجتمع النساء مع الرجال يجتهد كل طرف في الظهور بأجمل وأظرف ما عنده؛ حتى ينال إعجاب الطرف الآخر، بل إن الدراسات الحديثة أثبتت أن هناك أشعة وذبذبات تنطلق من جسد الأنثى وعينها إلى الرجل فتؤثر عليه، ومثل ذلك يحدث من الرجل، ومن هنا تتجلى عظمة هذا الدين الذي يباعد بين أنفاس الرجال والنساء، ويمنع الخلوة بالأجنبية والخضوع في القول، وإظهار الزينة مهما ادعى الناس من البراءة والصفاء.
ولا داعي للانزعاج، وسوف تتلاشى تلك الأفكار باستغفارك للغفار، وباللجوء إلى الله في أوقات الإجابة وخاصة الأسحار، فاسألي الله أن يقدر لك الخير، وأن يصرف عنك الأشرار، واعلمي أن ديننا الحنيف لا يرضى بهده الصداقات، ولا يؤيد تلك المجاملات، فحافظي على دينك، وتمسكي بوقارك، واحفظي سمعة أهلك، وابحثي عن الصالحات، واشغلي وقتك بالمذاكرة والمداومة على الصلوات.
والله الموفق.