أعاني من الاكتئاب والقلق الاجتماعي والذاكرة.

0 28

السؤال

السلام عليكم..

أعاني في الخمس سنوات الأخيرة من:
١-الرهبة من المواقف الاجتماعية، حتى أنني أحجم عن فكرة الزواج لخوفي من تجمع الفرح.

٢-أشعر دوما أنني مشاهد، حتى أنني لا أستطيع ترك ستائر الغرفة مفتوحة؛ لأنني أخشى أن يكون هناك من يراني، وكذلك في الشارع، وعند الجلوس على المقهي، فدوما يصيبني إحساس أن من بجانبي يسمعني أو منتبه لتصرفاتي.

٣- ضيق نفسي في أغلب الوقت، لا أقوى على الكلام أو الضحك أو أي شيء، ويحدث ذلك أحيانا وأنا مع أصدقائي، فبعد أن كنت أود الخروج أصبحت أود العودة للبيت ولغرفتي، حيث حيز الأمان والهدوء الخاص بي.

٤- أرق واضطرابات بالنوم ويؤثر ذلك على مواعيد عملي.

٥- التوتر من الأحداث الفجائية حتى لو كانت بسيطة، وأحيانا تكون مصحوبة برعشة في اليد بسيطة جدا، وأفقد المقدرة على التصرف الصحيح، وأحيانا في المواقف الاجتماعية احمرار بالأذن من الخجل وتعرق.

ذهبت لطبيبة مخ وأعصاب ونفسية، وقالت لي أن ذلك توتر، ووصفت لي لوسترال ٥٠ حبة يوميا صباحا، و بوسبار ١٠ ثلاث حبات يوميا، ولاحقا ابيكسيدون ٢ ملجم فقط لمدة أسبوعين، واستمررت لمدة ٦ أشهر على اللوسترال، وأسبوعين للابيكسيدون، وشعرت فقط بهدوء بسيط، لكن ظلت الأوهام في الشعور أنني مشاهد، والطبيبة طلبت مني تخفيف جرعة اللوسترال، وأخبرتني أنني على مايرام (كان ذلك منذ عامين وتوقفت).

والآن ما جعل الكيل يفيض بي هو أنني أصبحت شارد الذهن، ضبابي، وذاكرتي حتي القصيرة تراجعت، وأفقد الأسماء والصلات والعناوين وكذلك العلوم والتي استخدمها بعملي، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنت سردت الأعراض التي كنت تعاني منها قبل خمس سنوات بصورة واضحة جدا، وبالفعل لديك درجة متوسطة من الرهاب والخوف الاجتماعي مع شيء من الشكوك الوسواسية البسيطة، وقمت بتناول العلاج الدوائي ومستوى التحسن لم يكن كما تبتغيه، الآن أنا أؤكد لك أن هذه الحالة يمكن علاجها، إن استطعت أن تذهب إلى الطبيب النفسي فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع حاول أن تجعل نمط حياتك نمطا إيجابيا.

أولا: يجب أن تخرج، يجب أن تتفاعل، وأنا أؤكد لك أن لا أحد يشاهدك أو يلاحظك أو يتابعك؛ هذه مجرد أفكار خاطئة وخاطئة جدا، ويجب أن تتخلص منها.

وهنالك بعض التفاعلات الاجتماعية الممتازة جدا التي في أصلها تقوم على الطمأنينة والأمان، الصلاة مع الجماعة مثلا في المسجد، المسجد مكان أمان ومكان طمأنينة، والذين يرتدونه نحسب أنهم من الطيبين والصالحين، فيا وسط هذه المجموعة ليس من المفترض أن تحس بأية رهبة، مشاركة بعض الأصدقاء الذين تثق فيهم في مناسباتهم، الخروج معهم، ممارسة رياضة جماعية معهم مثل كرة القدم مثلا هذه كلها علاجات سهلة وعلاجات ممكنة جدا، شرود الذهن الذي تعاني منه هو ناتج من القلق، لأن الطاقة الفاعلة في الرهاب الاجتماعي هي القلق النفسي الزائد.

أنا لا أراك مكتئبا حقيقة، قد يكون لديك شيء من عسر المزاج، لكن لم يصل لمرحلة الاكتئاب، وأنصحك أخي أيضا أن تمارس تمارين استرخائية، هذه التمارين مفيدة جدا وتقلل من نسبة القلق المحتقن، التدبر والتأمل والاستغراق الذهني الإيجابي مهم جدا في حياتنا، فتأمل في الأشياء الطيبة، تزيح الأفكار السلبية، وحاول أن تكون مشاركا في الأنشطة الأسرية، لا تتخلف عن واجب اجتماعي، هذه الطرق المفيدة والجيدة التي تعالج بها حالتك.

وقطعا الدواء سوف يساعدك، ويساعدك بصورة فاعلة جدا، أنا أعتقد أن عقار سيبرالكس سيكون من الأدوية الممتازة في حالتك، يضاف إليه جرعة صغيرة من عقار ر سبيريادون، السيبرالكس تبدأ بجرعة 5 مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام تتناولها لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة يوميا لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة واجعلها 20 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها واجعلها 10 مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم 5 مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن السيبرالكس.

أما الرسبيريادون فتبدأ بجرعة 1 مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم تجعلها 2 مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم 1 مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله، الرسبيريادون يعتبر داعما أساسيا لفعالية السيبرالكس، طبعا توجد أدوية أخرى حتى لسترال دواء ممتاز، الزيروكسات أيضا دواء فاعل لكن أعتقد أن السيبرالكس سيكون دواء جيد في حالتك وهو دواء سليم بالفعل وغير إدماني وكذلك الرسبيريادون.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات