نوبات الهلع والاكتئاب أتعبتني، فما العلاج؟

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية كل الشكر والتقدير لجهودكم، وبارك الله فيكم.

منذ سنتين جائتني نوبة هلع عندما كنت أصلي، ولم أعرف وقتها أنها كذلك، ثم أصبحت أذهب للمستشفى دائما عند أي عرض، ومن حينها وأنا أفكر بالموت كل دقيقة، أصبحت أخاف جدا من الصلاة وكل تفكيري متى سأنهيها، طوال اليوم أشعر بالتعب، انعدام الطاقة، تسرع قلب واضطراب نبض، قلق وأرق، دوار، كوابيس، نسيان، خوف من مجهول، فقدان المتعة بكل شيء، تفكير زائد، هبوط بالضغط، تنميل بالرأس والأطراف، الشعور بالبرد لدرجة الإحساس بقلبي يرتجف، نغزات بالصدر وهي تخيفني حقا، وأحيانا تترافق مع حرقة أو خدر في اليد اليسرى، مع أنني منذ أشهر عملت صورة للصدر وتخطيطا للقلب، وكان كل شيء سليما، وعملت تحليلا للخضاب منذ أيام، وكان سليما.

راجعت الطبيب النفسي، فشخصني بنوبات هلع وقلق معمم واكتئاب، ووصف لي المرتازابين 30 والاستالوبرام 20، وتناولته لمدة يوم، ولكن ظهرت أعراضه الجانبية بشكل كبير ومزعج، ووبختني أمي عندما علمت بزيارتي للطبيب، فتوقفت عن تناوله، ولكن معاناتي تزداد خصوصا في فترة الامتحان، ورغباتي الانتحارية تزداد، ونوبات الهلع أصبحت تستمر لساعات، فهل من الطبيعي أنها ازدادت عن وقتها المعتاد، وأن تترافق مع هبوط ضغط؟

تعبت جدا من البحث عن حلول ومن نوبات الهلع الليلية، ومشاجرتي مع عائلتي بسبب اكتئابي، وسلبيتي التي لا يد لي فيها، أشعر بأني فقدت الشغف تماما، فلو سمحتم هل يوجد دواء آمن لا يسبب لي زيادة في الأعراض، أو يتعارض مع عقار آخر؟ عذرا على الإطالة.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nooramin حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

الهرع والهلع هو عبارة عن قلق نفسي حاد، يأتي بدون أي مقدمات، وبالفعل هو مفزع ومخيف، ويعطي صاحبه الشعور بقرب الموت. الحالة مزعجة أتفق معك، لكن أؤكد لك أنها ليست خطيرة أبدا، ويمكن علاجها، والموضوع كله قلق، فأنا أقول لك: لا تقلقي، تناسي هذه النوبات، عليك بتمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدا، تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، تمارين التنفس المتدرج أيضا مفيدة جدا، هنالك برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين بصورة صحيحة، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015)، أرجو الاطلاع عليها وتطبيق الإرشادات التي وردت بها.

هذا الجزء مهم جدا في العلاج، والجزء الآخر هو أن تكوني إيجابية في تفكيرك، وأن تحسني إدارة وقتك، لا بد أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، من خلال النوم الليلي المبكر، خصصي وقتا للدراسة، وأجمل وقت للدراسة هو بعد صلاة الفجر، نامي ليلا مبكرا، سوف تحسين بطاقات عظيمة بعد أن تستيقظي لصلاة الفجر، وتصلي، وتعدي نفسك، وتدرسي لمدة ساعة إلى ساعتين قبل الذهاب إلى مرفقك الجامعي، هذه بداية عظيمة، وتكوني قد استفدت من البكور، والذي فيه بركة كثيرة، تكوني قد استفدت منه استفادة كبيرة، وهذا قطعا يهيأ لك أن تكوني فرحة ومنشرحة في بقية اليوم.

هذا هو الأمر المهم أعتقد من ناحية علاجك، أوضحنا لك التشخيص وأهم الطرق العلاجية، وهي بسيطة جدا، ثم بعد ذلك آتي للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أن الطبيب قد وصف لك أدوية صحيحة وأدوية ممتازة، لكن الإشكالية كانت في الجرعات، أولا: الـ (ميرتازبين) يجب أن تبدئي في تناوله بجرعة 7,5 مليجرام فقط - أي ربع حبة ليلا - وأنت لا تحتاجين لأكثر من ذلك، ربع حبة جيدة، تحسن نومك، وتشعرك بالاسترخاء، وفي ذات الوقت لن تظهر عليك أعراض الخمول.

أما بالنسبة للـ (استالوبرام) يجب أن تبدئي بخمسة مليجرام فقط وليس عشرين مليجراما، عشرين مليجراما هي الجرعة القصوى التي لا نعطيها إلا بعد أن يتم البناء الكيميائي التدرجي للدواء.

إذا ارجعي لنفس أدويتك، اقنعي والدتك، اطلعيها على ما ذكرناه لك، ابدئي الاستالوبرام بجرعة خمسة مليجرامات، يعني ربع حبة من جرعة العشرين مليجراما، وبعد عشرة أيام اجعلي الجرعة عشرة مليجرامات، وأعتقد أن هذه سوف تكون جرعة كافية جدا بالنسبة لك. قد لا تحتاجين إلى أكثر من ذلك، لكن إن لم يحدث تحسنا حقيقيا ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجراما، وأنا أعتقد أن مدة العلاج الكلية لا تزيد عن ثلاثة إلى أربعة أشهر، التوقف من الاستالوبرام يجب أن يكون بالتدرج.

أما الميرتازبين بجرعة 7,5 مليجرام لا يحتاج إلى تدرج في التوقف منه. طبعا إذا لم يتحسن نومك على 7,5 مليجرام من الميرتازبين ارفعي الجرعة إلى 15 مليجرام - أي نصف حبة - لكن قطعا لا تحتاجين أبدا لجرعة الـ 30 مليجرام.

الكلام عن الانتحار أمر محزن جدا، حين أسمعه من أي شاب مسلم أو من أي فتاة مسلمة، الحياة طيبة، والحياة عظيمة، والحياة هي هبة الله تعالى لنا، وهو المعطي وهو الآخذ، ولا يجوز الاعتداء على النفس وقد أمر الله تعالى بأن لا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة، وأمرنا ألا نقتل أنفسنا، وألا نوردها موارد الخسارة والهلاك.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن تكوني قوية الإيمان والتوكل، وعليك بالتذكر أن الله حباك بطاقات عظيمة، أنت في بدايات سن الشباب، أمامك أيام طيبة، وهذه الأعراض - أيتها الفاضلة الكريمة - هي مجرد أعراض عابرة إن شاء الله تعالى، وأنا لا أعتقد أنك تعانين من اكتئاب، مجرد عسر في المزاج ناتج من نوبات الهرع والفزع لأنها مخيفة كما ذكرت لك.

الرياضة يجب أن تكون جزءا من حياتك، وكذلك تنظيم الوقت، والحرص على ما يفيد في دين أو دنيا، لأن النفس إن لم تشغل بالحق شغلت بالباطل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات