السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
عندي بعض الأسئلة تجدونها في الأسفل وأريد استشارتكم فيها للحصول على أجوبة لها.
1. ما هي واجبات الزوج تجاه زوجته من كل النواحي وخاصة العاطفية؟ وكيف يمكن توفيرها لها بشكل طبيعي؟
2. هل عندما تطلب الزوجة من زوجها فعل أي شيء لها يقلل هذا من شخصيتها وكرامتها ولو كان هذا شيء خاص بالمعاشرة الزوجية؟
3. من طبيعتي أنني لا أطلب من زوجتي أن تفعل كذا وكذا أو أن تتزين أو أن تلبس لي كذا وكذا، علما بأنني أحب زوجتي وأقدرها وأحترمها، هل هذا قصور مني لأطلب من زوجتي كل المغريات الشرعية أم ماذا؟
4. تطالبني زوجتي دائما بأن أكون سباقا لدعوتها للخروج معها أو فعل أي شيء دون طلبها مني، مع العلم أني أخرج معها من حين إلى آخر من خلال طلبها أو أحيانا بطلبي، هل هذا الأسلوب من التعامل يعتبر قصورا مني؟
5. تطالبني زوجتي بشكل مستمر بأن أحادثها وأقول لها أي شيء، ولكن أجد نفسي غير قادر على ذلك بسبب غير واضح معي، حتى أصبحت تقول لي: قل أي شيء ولو تكذب علي، علما بأنني أرغبها جدا، هل عدم استجابتي لها يعتبر قصورا وعدم احترام لشخصها وطعنا في كرامتها؟
6. هل للاضطرابات النفسية نتيجة الخلافات الزوجية الناتجة بسبب التراكمات خلال سنوات الزواج كما ذكر في النقاط السابقة لها مردود عكسي على وضع الزوجين وعلاقتهما مع بعض؟
7. هل للزوجة الحق في أن تترك زوجها ينام وحده بسبب المشاكل أو الخلافات الزوجية كما ذكر في النقاط السابقة؟
8. هل يجب على الزوج أو الزوجة أن يكتما ما بداخلهما من المشاحنات التي حدثت في الماضي، وعدم إظهارها من حين إلى آخر عند حدوث أي خلاف جديد أو مشكلة جديدة بين الزوجين حتى تتأزم الأمور؟
أرجو أن توافوني بإجابة واضحة في أقرب وقت ممكن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المخلص لزوجته حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وفي أهلك وأن يديم بينكما المحبة والوئام والسعادة والتفاهم وأن يجعلكما معا في الجنة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإليك جواب الأسئلة الجميلة الواردة بها :
1- أما عن سؤالك عن حق الزوجة على زوجها فيجملها قوله تعالى: ((ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف))[البقرة:228]، وقوله: ((وعاشروهن بالمعروف))[النساء:19]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) فيستفاد من هذه النصوص أن كل ما تحب أن تقدمه لك زوجتك من محبة وتقدير واحترام وإخلاص، لها عليك مثله في الإسلام ولا أعتقد أن هناك مشكلة في توفير هذه الحقوق خاصة في هذا الجو الطيب الذي ذكرته برسالتك والتي المس فيها مقومات الحب والتفاهم والسعادة.
2- وأما عن طلب المرأة من زوجها بعض الأمور ولو كانت حول العلاقة الجنسية، فهذا لا يقلل من شأنها مطلقا لأنه لا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة، وأن من حق كلا الطرفين أن ينبه أخاه لما يراه غافلا عنه بدون أي حرج أو حياء، فهذا حق مكفول لكلا الزوجين ولا ينبغي أن يفهم أحد الزوجين أن هذا سوء أدب أو قلة حياء من الطرف الطالب؛ ولذلك قال تعالى: ((هن لباس لكم وأنتم لباس لهن))[البقرة:187] فالزوجان على قدم المساواة في ذلك ولكن ينبغي على كل طرف أن يراعي مشاعر الطرف الآخر، وأن يحرص على إسعاده وإدخال السرور عليه وإشباع رغباته بدون سؤال أو طلب منه خاصة إذا عرف أو فهم رغبة الطرف الآخر في ذلك ما دام المطلوب مشروعا وليس بمخالف للشرع، ولا يجوز لأحد الطرفين أن يعير الطرف الآخر بذلك تحت أي ظرف من الظروف .
3- وكونك لا تطلب من زوجتك بعض الأمور الخاصة فليس معنى هذا أنه ليس من حقك، بل الذي ينبغي على الزوجة كما ذكرت أن تراعي مشاعر زوجها وأن تحرص على أن تكون له كما يريد بدون طلب، وأن تكون جاهزة قدر استطاعتها لتلبية رغباته وفق ظروفها وإمكاناتها وأن تقدم راحته على راحة أهل البيت جميعا، فإذا قامت بذلك دون طلب منك فقد تحقق المراد، أما إذا لاحظت بعض القصور أو الغفلة عن بعض الأمور فلا مانع مطلقا من تنبيهها إلى ذلك وتذكيرها به، فهذا حقك الشرعي ولكن برفق ومراعاة لمشاعرها .
4- وأما عن طلبها منك بأن تكون سباقا ومبادرا فهذا من حقها لأن المرأة جلبت على الحياء، وتحب أن تشعر بمحبة زوجها لها وتقديره لمشاعرها، وأنها مرغوبة منه وأنه ما زال يهتم بها فكن أنت السباق والمبادر مادمت قادرا على ذلك إشباعا لغرور امرأتك واحتراما لأنوثتها ومشاعرها فهي تحب ذلك.
5- وأما عن طلبها منك التحدث إليها أو معها فهذا أيضا من حقها، لأنها تحب أن تسمع من زوجها كلمات الثناء والإطراء والإعجاب، وأن تقف على أخباره ولو كانت عادية، وهذه أمور لابد منها – أخي الكريم – لأن بعض الأزواج مع الأسف الشديد يقصر في ذلك فيضطر زوجته للبحث عمن يسمعها هذا الكلام فتقع بذلك فيما حرم الله، ويكون الزوج بعدم إشباعه لرغبتها هو السبب في انحرافها، فحاول أن تتكلم إليها ولو في أبسط الأمور خاصة مدحك لهيئتها وطعامها وبيتها .
6- مما لا شك فيه أن الاضطرابات النفسية لها أثرها على الحياة الزوجية وغيرها، وأنها إذا لم تضبط بضوابط صارمة قد تدمر الأسرة تماما فلابد من مراعاة ذلك .
7- أحيانا قد يتفق الزوجان على أخذ هدية خفيفة وأن ينام كل واحد في مكان مستقل من باب التغير والتنويع والراحة النفسية، فمادام الأمر بالاتفاق فلا حرج لأنه نوع من العلاج، أما في حالة الخلاف فلا يجوز لك أن تهجر الفراش، ولا يجوز لها ذلك إلا في حدود البيت فقط، ولا يزيد ذلك عن ثلاثة أيام كحد أقصى .
8- وأما عن التذكير بالمواقف المؤلمة التي حدثت في الماضي وتذكرها عند كل خلاف أو مناسبة فهذا من أخطر الأمور وأعظمها ضررا بالأسرة والحياة الزوجية؛ لأنه يجعل الجراح في حالة نزيف دائم والتهاب مستمر وهذا خطره عظيم، فالواجب عليكما أن تطرحا دائما ذكريات الماضي وراء ظهوركما وعدم تذكرها أو التذكير بها مطلقا؛ لأن الأيام حبلى بكل جديد، وكل فترة لها مشاكلها الخاصة بها ولا داعي لاستدعاء ذكريات الماضي الكئيب لأن الحياة بها من الذكريات والأحداث ما يكفي، فرجاء التوقف تماما عن ذلك والاتفاق على ذلك، وعدم فتح الملفات القديمة تحت أي ظرف من الظروف.
وختاما: نتمنى لكما التوفيق والسعادة والانسجام التام في الدنيا والرفقة الدائمة في الآخرة.
وبالله التوفيق!