السؤال
السلام عليكم.
أنا كنت طالبا مبتعثا في أمريكا، درست اللغة منذ أكثر من سنة، تعرفت على فتاة عربية جميلة كانت بجانبي في الفصل، وأحببتها جدا، رغم أني لم أكلمها كثيرا إلا فقط في مواضيع الدراسة، لكني أعجبت بها لدرجة أني حلمت بها أكثر من 4 مرات.
أنا أريد خطبتها لكني لا أعمل، فعلت المستحيل لإيجاد وظيفة لكن دون جدوى، ماذا أفعل؟ ساعدوني، أرجوكم لا أريد أحد أن يسبقني ويتقدم لها، لأني سأصاب بالجنون.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يعينك على اتخاذ القرار، وأن يكتب لك السعادة والاستقرار، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا شك أن هذا الميل منك للفتاة ينبغي أن يتحول إلى ميل شرعي معلن، وإلا فعليك أن تتوقف فورا وتجتهد في الابتعاد، لأن هذا النوع من التعلق سيجلب لك المتاعب، لأن إعلان هذه العلاقة، الوصول إلى أهلها، إعلان رغبتك، تعتبر قاعدة أساسية، لأنك عندها ستعرف، ربما أولا هذه الفتاة لا تبادلك المشاعر.
ثانيا: قد يكون لهذه الفتاة ارتباطات وأمرها منته، لأنها قد ارتبطت بغيرك.
ثالثا: ربما يكون هناك رفض من أهلها أو من أهلك.
لا تضيع نفسك بالجري وراء السراب، واحسم هذا الأمر من البداية، واعلم أن الاستمرار بالوضع المذكور سيجلب لك الأتعاب، سواء يسر الله لك وتزوجت بها أو لم تتزوج بها، لأن هذه الأشياء العاطفية تصيب الإنسان في مقتل، وأرجو أن تكون في أمورك كلها محتكما إلى هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
لذلك نحن ننصح من يجد في نفسه ميلا إلى فتاة: إما أن يتقدم فيأتي البيوت من أبوابها، أو يتأخر ويبتعد حتى لا يجلب له هذا الميل الأتعاب، وبعد ذلك إذا لم يتحقق له ما يريد فإنه سيتعب جدا، وتكون هناك آثار سالبة عليه.
عليه: أرجو أن تتقدم بخطوة عملية، تطرق باب أهلها، تتعرف عليهم، تطلب من أهلك أيضا أن يتواصلوا معهم، المهم بأي طريقة لا بد أن تعرف ما يدور بخلد الفتاة، هل تبادلك المشاعر؟ هل هي مرتبطة؟ هل يمكن أن يتم زواجك بها؟ لأنه إذا حصلت الموافقة المبدئية بعدها عليك أن تستمر في النجاح في دراستك، وعليك أن تستمر في البحث عن العمل المناسب، وستبقى مسألة الوقت أيضا من الأمور التي يشترك فيها الجميع في الصبر عليها والانتظار.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يعينك على الاحتكام في عواطفك وفي كل تعاملاتك بقواعد هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
ننصح بإيقاف هذه العلاقة، ونوصيك بأن تسأل إخوانك من الرجال عن أمور الدراسة، حتى تنجلي الأمور وتصبح هذه العلاقة موضوعة في إطارها الشرعي، أو تتوقف وتبتعد حتى لا تدخل في هذا الانجراف العاطفي الذي – كما قلنا – يجلب لك الأتعاب، وفي كل الأحوال: نحن لا نملك إلا أن ندعو الله تبارك وتعالى أن ييسر أمرك، وأن يعينك على اتخاذ الخطوة الصحيحة.
وهذه وصيتنا لشبابنا ولفتياتنا بتقوى الله، ثم بالاحتكام في كل العلاقات إلى قواعد وضوابط هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
نكرر الترحيب بك في الموقع، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والنجاح.