بسبب ظروفي أصبحت أعاني من اكتئاب شديد.

0 18

السؤال

السلام عليكم.

لقد كنت مسافرة من قبل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة ٣ شهور، قبلها كانت جامعتي في مصر، وهي بعيدة عن المنزل حوالي ٩ ساعات، فلم أكن أرجع للمنزل إلا في الإجازات، لذلك من الطبيعي للإنسان أن يتغير في شخصيته.

عندما بدأ الحظر اضطررت للرجوع إلى المنزل، وقد أكملت الآن ٣ شهور، بالتأكيد عندما يرجع الشخص من بلد (الولايات المتحدة الأمريكية) إلى بلده الأصلي فهناك صدمة ثقافية وفرق توقيت، فكنت أنام في أوقات مختلفة عنهم، وحتى أضبط أوقات نومي أحتاج لوقت طويل، وكنت لا أتكلم كثيرا، وما إلى ذلك، ولكن أهلي لم يدعموني إطلاقا، بالعكس كانوا كل ما يفعلونه هو توبيخي إذا كنت نمت في وقت مختلف، أو اكتسبت بعض الوزن، أو أن درجاتي متدنية لهذا الفصل الدراسي، فيعايرونني.

وعندما أجلس معهم وقت الطعام يأخذون فقط أول ٥ دقائق يتناقشون، وبقيت الوقت يسخرون مني.

ظللت على هذه الحال لمدة شهرين على الرغم من قولي لهم أني لا أحب أن يتحدثوا عني بهذه الطريقة، فهم لم يتوقفوا عن كلامهم، فاقتصر كلامي معهم فيما لو احتاج شيء من الآخر فقط، وأتشاجر معهم كثيرا، وقد أصابني الاكتئاب، وكل ما أشعر به حاليا هو أنني كالقنبلة بمجرد أن يكلمني أحد أنفجر فيه.

أشعر بالكره والغضب والحزن والبكاء بسبب أو بدون، وخيبة الأمل في أنني ظننت أنهم سيدعمونني في فترة الصدمة الثقافية، فقد كانت قوية علي، وبدأت منذ أسبوع تسيطر علي فكرة الانتحار، لم أكن هكذا من قبل أبدا، وكل ما أريده هو الهروب من المنزل أو الانتحار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عادة عندما يهاجر الشخص من بلده إلى بلد آخر - ثقافة مختلفة ولغة مختلفة وطبائع الناس مختلفة – يواجه بما يعرف بالصدمة الحضارية، ويحصل تعب نفسي عند الشخص حتى يتأقلم مع هذا البلد وعاداته وطريقة عملهم وتفكيرهم، وهذا يأخذ جهدا ووقتا، وبعد فترة الإنسان يتأقلم على ذلك ويتكيف ويعيش حياة طبيعية، وبالذات إذا كان في سن صغيرة مثلك، وعندما يعود إلى بلده بعد فترة تحدث له أيضا صدمة حضارية، إذ يجد أنه تعود على طريقة معينة للعمل والكلام وأسلوب الحياة، وعندما يرجع إلى بلده يجد صعوبة في الرجوع مرة أخرى إلى النمط القديم وترك الأشياء التي تعود عليه في بلد الهجرة، وهذا يسبب له صدمة حضارية أخرى، وقد يكون هذا ما لاحظه الأهل في تصرفاتك، ولذلك أصبحوا عدوانيين نحوك.

عليك أن تتفهمي هذا، أن الأهل يجدونك مثلا تتصرفين كالغربيين من نواحي كبيرة، مما جعلهم عدوانيين نحوك. وأرى أن هذا طبعا لا يعني أنهم لا يحبون دعمك ولا يحبونك ولا شيء من هذا القبيل، فقط طريقة تفكيرهم الآن تختلف عن طريقة تفكيرك.

فهوني عليك، هذا الأمر -إن شاء الله- سوف ينتهي، عليك مثلا إيجاد صديقة أو أحد قريباتك قريبة من سنك، والتحدث معها، وشرح ما تعانين منه، فهذا سوف يساعدك كثيرا. ولو كانت أفكار الانتحار تراودك بشدة، فعليك اللجوء إلى طبيب نفسي، لأنك فعلا قد تحتاجين إلى طبيب نفسي، وقد يكون كل ما تحتاجينه هو علاج نفسي في الوقت الحاضر، ودعم نفسي، ولا تحتاجين إلى أدوية إن شاء الله تعالى.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات