السؤال
السلام عليكم.
أنا بنت، عمري ١٧ سنة، بدأ وسواس الموت عندي عندما تكلم أحد من عائلتي عن ملك الموت، فشعرت بضيق تنفس خفيف، ولكني تجاهلته، ولكن بعد سنة حلمت بحلم يتكلم عن الموت، وبنفس اليوم سمعت خبر وفاة الملك عبدالله -رحمه الله-، وبدأت الوسوسة من ذلك اليوم، كل شيء أراه أقول بأنها علامة على دنو أجلي.
حاولت أن أتجاهل الشعور، ولكن لم أستطع، ثم بدأت أقرأ القرآن، وبدأت أصلي لأني لم أكن أصلي كل الصلوات، ثم ذهب الوسواس وفي هذه السنة توفي ٥ أشخاص أعرفهم، ومنهم ابنة خالتي، وكان عمرها ١٥ سنة، ورجع لي وسواس الموت، وفقدت الشهية، وبعد ذلك شاهدت مقطعا بأن الله يرسل للإنسان علامات قبل موته، وخفت كثيرا لدرجة أني بكيت ليومين، وأبسط الأشياء اللي تصير في حياتي تشعرني بدنو أجلي، وصرت أخاف من كل شيء حتى من الكحة والزكام، أقول في نفسي سأموت بسبب هذا، وفقدت الشهية، وأصبحت تنتابني أحلام عن الموت، وقد قرأت أن تفسير أحد الأحلام هو دنو الأجل، وأخاف من أن أفكر بحلم، وأحلم به، والآن أخاف من أن أحلم برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بحلمي، وأن يخبرني أن أجلي قد دنى.
والله كرهت الحياة بسبب الوسواس، أعرف أن الأعمار بيد الله، وحاولت أن أقنع نفسي، ولكن يختفي الوسواس ويرجع، مع العلم أني محافظة على الصلاة والقرآن والأذكار، فكرت بزيارة طبيب نفسي، ولكني أعيش بدولة غير مسلمة.
هل عندما يحتضر المؤمن يخاف من شكل الملائكة، لأننا لم نر الملائكة بحياتنا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zahrah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيتها الفاضلة الكريمة: خوفك هذا ناتج عن مفاهيم خاطئة، أنت محتاجة أن تغيري مفاهيمك حول الموت، الموت الناس تخاف منه إما خوفا مرضيا أو خوفا شرعيا محمودا، ونحن نريد الناس أن تخاف من الموت الخوف المحمود، والخوف المحمود يعني أنه هو الذي يذكرنا بأهمية طاعة الله تعالى وعمل الصالحات، ويذكر بالآخرة، ويجب على الإنسان ألا يكون منغمسا في ذنوبه ويأتيه الموت.
فإذا الخوف المحمود من الموت هو أن يعد الإنسان نفسه لملاقاة الله تعالى، وإذا فرح العبد بلقاء ربه فرح الله بلقائه، هو المفهوم الصحيح.
ويضاف إلى ذلك أن نكون على يقين أن الأعمار بيد الله، والآجال بيد الله، الخوف من الموت لا يزيد في عمرنا، ولا ينقص من عمرنا، هذا الأمر كتب ونحن في أرحام أمهاتنا.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: لا تستمعي لكل هذه الترهات والحديث الذي لا أساس له وتفسير الأحلام، وأن الإنسان يشعر بموته، هذا الكلام لا أساس له أبدا. عيشي حياتك بقوة، عيشي حياتك بكل فرحة وبكل سعادة وسرور، واجتهدي في دراستك، زودي نفسك بنور العلم، كوني بارة بوالديك، أحسني إدارة وقتك، احرصي على صلواتك في وقتها، والحمد لله تعالى أنت من المحافظين على الصلاة، أسأل الله تعالى أن يزيدك حرصا، وعليك بالذكر وتلاوة القرآن والتواصل الاجتماعي الجيد مع صديقاتك، والترفيه عن نفسك بما هو طيب وجميل، وأن تمارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، انقلي تفكيرك للحاضر وعيشيه بقوة والمستقبل بأمل ورجاء.
هذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع مثل هذا الخوف الذي تحدثت عنه، هذا خوف مرضي، هذا خوف لا أساس له، هذا خوف وسواسي، ولن يزيد في عمرك ولن ينقصه أبدا، واسألي الله تعالى أن يمد في عمرك في عمل الخير والصالحات، وأن يبارك في عمرك في عمل الصالحات.
أيتها الابنة الكريمة: أتمنى أن تكون إجابتي هذه مقنعة لك، وهذه الأحلام وتفسيراتها كلام لا أساس له أبدا، احرصي على أذكار النوم، وثبتي وقت نومك حتى لا تأتيك مثل هذه الأحلام القبيحة، وإن أتت لا تحكيها، ولا تعتقدي فيها، إنما استغفري الله واستعيذي بالله، واتفلي على شقك الأيسر ثلاثا، واسألي الله تعالى خير الأحلام، واسأليه أن يصرف عنك سيئها، هذا هو كل ما أقوله لك.
أما كلامك عندما يحتضر المؤمن يخاف من شكل الملائكة: قطعا أنا لست عالما في الشريعة، لكن الذي أعرفه أن المؤمن الصادق تحضره ملائكة الرحمة، وتبشره، والذين هم على ضلال تأتيهم ملائكة العذاب عند الموت.
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من المستبشرين، من المؤمنين، وأن يعطيك الله تعالى الصحة والعافية، ولنا جميعا، وتسعدي في حياتك، ونسأل الله حسن الخاتمة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.