تغيرت أحوال ابني في الدارسة والاجتهاد.. هل أصيب بعين؟

0 33

السؤال

السلام عليكم.

لدي ابن عالي الذكاء، خضع لاختبار القدرات العقلية، فكان تصنيفه ضمن الأعلى موهبة، إضافة الى ذلك، فمستواه الدراسي عالي وممتاز.

هناك مشكلة تؤرقني كثيرا، لا يستطيع ابني الجلوس للاستذكار كبقية الطلاب، حيث يصيبه فتور شديد، وأجده مستلق على الأرض، والكتاب بجانبه، إضافة الى خمول شديد يحيط به، حاولت بشتى الطرق والمحفزات تشجيعه للاعتدال أثناء المذاكرة إلا أنه يستسلم للأرض في كل مرة، وكأنه يتأهب للنوم، ولا يمكن يخطر في بال أي شخص يرى ابني أنه يذاكر في تلك اللحظات التي يبدو فيها كالمنهار، أو كمن هو على وشك النوم، ورغم ذلك فدرجاته عالية.

وعندما تحدثت معه قال لي: لا أعرف ماذا يصيبني أشعر بقوة جذب شديدة تجاه الأرض.

أرجو مساعدتي، فلقد أصبحت أشك أنه ربما يكون قد أصيب بالعين.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ثريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله له العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

لم تخبرنا بعمر هذا الابن، لكن عموما أسأل الله تعالى أن يزيده معرفة وتفوقا، فهو ما دام لديه مقدرات عقلية عالية، فهذا أمر مشجع جدا.

الظاهرة التي تحدثت عنها بالفعل هي غريبة بعض الشيء، وأمر العين وارد، العين حق – أيتها الفاضلة الكريمة – وأعتقد أن هذا الابن حفظه الله يجب أن يرقى بالرقية الشرعية، ولكن بعد الرقية يجب أن نقتنع قناعة تامة أن كل شيء فيه -إن شاء الله- قد ذهب، إن كان هنالك شيء، يعني: يجب ألا نعيش تحت التوهم والتأثيرات الإيحائية السلبية، إن كانت هنالك عين فالله سيبطلها لا شك في ذلك، ونسأل الله تعالى أن يحفظه.

الأمر الآخر: إذا كان الموضوع موضوعا طبيا، فأعتقد أنه قد يحتاج لأن نجري له بعض الفحوصات الطبية، نتأكد من مستوى السكر لديه، ومستوى الهيموجلوبين، ومستوى الفيتامينات، فيا أختي الكريمة: يجب أن تجرى له الفحوصات الطبية.

الأمر الثالث: هنالك بعض العلل الطبية المعروفة التي يدخل فيها الإنسان في تكاسل وربما نوبات نوم لا يستطيع أن يقاومها، حتى تحدث لبعض الناس وهم في سياراتهم حين يتوقفون في الإشارات الضوئية المرورية، هذه الحالات تسمى (ناركوليبسي Narcolepsy) أو (نوم قهري) أو (التغفيق)، لكن لا أرى حقيقة أن الأمر مستوفيا كل المعايير الطبية التشخيصية لهذه الحالة.

بقيت نقطة أخرى هامة: هذا الابن ربما يكون يعاني من إجهاد أصلا، وحفظه الله نسبة لهمته العالية نحو التحصيل يجبر نفسه على القراءة حتى وهو متعب ومنهك، فسيكون من الجميل جدا أن نساعده في هذا الأمر، أن ينام ليلا نوما مبكرا بقدر المستطاع، لأن ذلك سوف يساعده حقيقة على تجديد طاقته، ويستيقظ مبكرا، ويدرس في فترة الصباح، بعد صلاة الفجر مثلا، إذا درس ساعة أو ساعتين؛ هذا يكون كافيا تماما.

وأيضا نعلمه أن يمارس الرياضة، هذا ضروري جدا، الرياضة تقوي النفوس كما تقوي الأجسام.

ويمكن أيضا أن نجرب معه مثلا شرب الشاي أو القهوة، وإن كان ليس من المفترض أن نكثر من هذا، لكن يعرف أن الكافيين يجدد الطاقات ويحسن الدافعية الجسدية، وحتى يحسن من التركيز في بعض الأحيان.

هذا هو الذي أرشده إليك، وأسأل الله له العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات