أعاني من القلق والهرع، ما السبب والعلاج؟

0 19

السؤال

السلام عليكم.
سأشرح لكم حالتي وأتمنى أن تساعدوني.

عندما كان بعمر ٨ سنوات أصبت بحالة نفسية بكاء وقلق واكتئاب بدون سبب ذهبت إلى امرأة وفتحت القرآن، ولا أعرف ماذا قالت أعطتني حجابا وشموعا، وأصبحت جيدة.

تكرر هذا الشيء نفسه عندما أصبح عمري ١٢ سنة، لكن شفيت، وتكرر هذا الشيء عندما أصبح عمري ١٤ سنة، فجأة كنت في المدرسة وأحسست بضيق واختناق واكتئاب، فبدأت أبكي بدون سبب، واصلت بحالة نفسية شديدة أدت إلى الصراخ عندما لا توجد أمي بجانبي شعرت بالخوف من الموت، وفقدت الشهية، وأصبت بأرق وبكاء شديد واختناق وضيق شديد في الصدر، وأشعر كأنما شيء يريد أن يخرج من صدري.

ذهبت إلى شيخ وقالت مصابة بضرر وهو خوف شديد أعطتني علاجا، والحمد لله أصبحت جيدا، لكن بدأت أعراض الاكتئاب والخوف تظهر من جديد، أخاف الذهاب إلى الجامعة أو إلى أقربائي، وأخاف أن تكرر هذه الحالة وأنا بهذه الأماكن بدون أمي، لأنه عندما ذهبت أمي لمكان جلست بجانب أختي وأنا أبكي وأقول لها أريد أمي أريد أمي، وفجأة بدأت أصرخ ولا أعرف ما السبب؟!

منذ سنة ٢٠١٤م إلى الآن وأنا أعاني من مشاكل نفسية، ولا أخبر أحدا، وأخاف أن يتكرر هذا الشيء معي في المستقبل.

أخاف الزواج والابتعاد عن أهلي، أخاف الخروج لأي مكان ولكن أضغط على نفسي وأذهب إلى الدوام، وإلى الأقرباء بدون أمي، وحتى عندما تكون أمي بجانبي أشعر مرات بضيق شديد في الصدر كأنما كتلة في صدري وشيء يحاول الخروج، أشعر أحيانا أنني سأموت أتخيل ملك الموت -أستغفر الله العظيم- بأنه سيقبض روحي، وصلت ٣ أو ٤ مرات إلى الموت، برأيكم ما السبب في استمرار حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عذراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك أشخاص عندهم القابلية لحدوث القلق والتوتر، أو عندهم استعداد نفسي في تكوينهم لحدوث هذه الأشياء من ضيق وتوتر وبالذات عند حدث معين في حياتهم، أو عند حدوث شيئا يكدر حياتهم، والظاهر أنك من هؤلاء الناس، وعندما يذهب العارض وعندما يذهب الحدث ترجع الأشياء إلى طبيعتها، والتصاقك بأمك ما هو إلا نوع من طلب الدم والتهدئة النفسية، يا أختي الكريمة.

الحمد لله أنك تجاوزت معظم هذه الأشياء التي حدثت معك، والآن أنت أكملت الدراسة، وتعملين وكل هذه أشياء إيجابية في حياتك، عليك الآن طالما اعترفت بهذا الشيء أن تواجهيه بكل صراحة، أن تصارحي أمك في المقام الأول وتطلبي مساعدة، مساعدة نفسية، وأنا من خلال ما ذكرته غالبا لا تحتاجين إلى أدوية، فقط تحتاجين إلى جلسات نفسية، جلسات دعم مع معالج نفسي لمساعدتك في مواجهة لحظات القلق والتوتر التي تمر عليك، ومواجهة الناس، والانخراط في الحياة العملية بصورة أفضل، والخوف من الزواج، وتحمل المسؤولية وهكذا.

كل هذا يتم التعامل معه في جلسات العلاج النفسي، وهناك الآن ما يعرف بتقوية الذات، هذه مهارات يعلمها المعالج النفسي للشخص، وبهذا يحصل تقوية لذاته ويكون أقدر أو أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات