ما سبب الشعور بقلق واضطراب وصداع شديد؟

0 12

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من صداع دائم لا يفارقني، وأفكاري مشتتة جدا لا أستطيع التركيز في شيء حتى الكلام، أحيانا أتكلم في موضوع ثم أنسى ما أردت قوله، وأنسى التفاصيل، فيصبح الكلام مملا وبلا معنى، وأنا دائم القلق والتفكير في المستقبل، ومع علمي بالحل المناسب لحالتي، وهو زيادة الإيمان وتقوية التوكل على الله وحسن الظن بالله، إلا أنني أصبحت كسولا جدا عن الطاعات، أأدي صلاتي بدون تأثر ولا خشوع، علما أنني كنت أبكي عندما أقرأ سورة الفاتحة فقط.

عندي علم لا بأس به في أمور الدين، وكذلك قرأت في كتب التنمية البشرية، وأشعر أحيانا أنني أستطيع الخروج من حالة الضيق والهم والوسواس، وأن الأمر بسيط، لكن أعود مجددا لنفس الحالة، ومع كثرة المحاولات الفاشلة استسلمت وأصبحت كسولا حتى عن التفكير، لن أقنط -بإذن الله- من رحمة الله، وأعلم أنه سيتغير حالي يوما ما.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: تشتت الأفكار وعسر المزاج وافتقاد الدافعية التي تحدثت عنها ربما يكون مؤشرا بوجود قلق اكتئابي، و-إن شاء الله- هو من الدرجة البسيطة، وفي أقصى الحالات يكون من الدرجة المتوسطة.

الصداع الدائم قد تكون له عدة أسباب نفسية أو عضوية، ولذا يكون من الأفضل أن تقابل طبيب الأعصاب، وعلى الأقل تتأكد أيضا من مستوى النظر لديك، وتتأكد من صحة أسنانك، وصحة الجيوب الأنفية، كل الأشياء التي قد تؤدي إلى الصداع يجب أن نتأكد منها، ويا حبذا لو قام الطبيب أيضا بعمل صورة مقطعية للدماغ، وذلك حتى نتأكد من أنه لا توجد علة عضوية، أنا حقيقة أميل للتفسير النفسي حتى لهذا الصداع، لكن الأصول الطبية السليمة تحتم أن تجرى أيضا الفحوصات العضوية، والصورة المقطعية بسيطة وغير مكلفة من الناحية المادية.

أخي: لا بد أن تكون متفائلا، ولا بد أن تحسن الدافعية لديك، وممارسة الرياضة - أيا كانت مشاعرك - سوف تفيدك، وقطعا أنت محتاج لدواء، دواء يحسن المزاج، ويزيل عنك القلق والتوتر، وحتى موضوع التراخي في العبادات نلاحظه عند بعض الأخوة الذين يصابون بالاكتئاب، لكن يجب ألا نعتمد على هذا التفسير فقط، لا بد أن نرفع من همتنا، لا بد أن نغلق كل منافذ الشيطان فيما يتعلق بالعبادة والحرص عليها، فأرفع من همتك في هذا السياق أخي الكريم.

ودائما احرص على الصلاة مع الجماعة، تحسن من همة الإنسان نحو العبادة، وتزيد من الخشوع قطعا.

ممارسة الرياضة - أي رياضة، رياضة المشي، رياضة الجري - يجب أن تكون جزءا من حياتك، وتنظيم الوقت أيضا هو باب من أبواب النجاح العظيمة في هذا السياق. تنام مبكرا ليلا، تتجنب النوم النهاري، تحاول أن تستفيد من فترة الصباح، هذه فترة جيدة للإنتاج وللمثابرة.

هذه هي نصائحي لك، ومن الأدوية الممتازة التي أراها مفيدة جدا لعلاج مثل هذه الحالات عقار (سبرالكس) والذي يسمى علميا (استالوبرام)، والجرعة: تبدأ بخمسة مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات، تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها عشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرامات يوميا لمدة شهرين آخرين، ثم اجعلها خمسة مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناوله.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات