اضطراب القلق بين العلاج السلوكي والدوائي.

0 17

السؤال

أود استشارتكم للاطمئنان على صحتي، أنا محبطة.

مخطوبة وسعيدة في خطوبتي جدا، وتعبت في مشكلتي، أظن أن لدي اضطراب القلق العام، مع إصرار طبيبتي عدم إعطائي أي علاج؛ لأنني مقبلة على الزواج -إن شاء الله- بعد ٣-٤ أشهر.

بدأت الأعراض منذ ٤ أشهر، وبعد حصول لخبطة هرمونية لدي، وبعد توقف أنشطتي الرياضية والاجتماعية.

الأعراض: قلق شديد، دائما لا أستطيع تحديد فكرة، وراءه خفقان قوي بالقلب، وضغطي يرتفع، سيطرة أفكار سلبية دائما، صعوبة أحيانا في أداء المهام اليومية أو التواصل، أرق شديد، وفقدان الشهية يمتد لأكثر من أسبوعين، هواجس مقلقة غير منطقية أبدا لكن في غالب الأحيان أصدقها وأعيشها، شعور بالذنب قاتل بعض الأحيان تجاه أفراد عائلتي، إحباط شديد عندما أشعر أنني تعبت مرة أخرى وعاد القلق، تعب ووهن شديدين، وفقدان التركيز، وتعرق وتعب ودوار وصداع، وكوابيس وقت اشتداد القلق، وانخفاض تقدير الذات واحتقارها.

أستيقظ أحيانا متضايقة بدون سبب، وألم في الجسم والأطراف وتنميل بسيط، كلها أعراض تأتي وتذهب متقاربة، رأي الطبيبة أن هذه أعراض اكتئابية وليست اكتئاب ولا تحتاج دواء، تريدني ألا أعتمد على علاج، تقول أنني شخص يفكر بمشاعره وتسيطر عليه، وأن أجعل أي شعور منطقي كافي للتخلص تدريجيا من المشاعر السلبية.

أريد الحل الشافي، هل الدواء سيفيد؟ علما أننا لن ننجب في الفترة الأولى، هل يوجد دواء بسيط يدعمني مع العلاج السلوكي؟ هل يمكن أن يتطور هذا الاضطراب لاكتئاب حاد؟ أجاهد منذ أكثر من ٤ أشهر ولا أرى تقدما مهما، أريد بدء حياة زوجية سعيدة، ساعدوني.

أود أن أضيف أني حاولت طول المدة تغيير طريقة تفكيري، وصلت لقناعة أن هذا الحل غير مفيد ضمن إمكاناتي وخبراتي لدي خبرات ناقصة، أشعر أن هناك حلقة لازالت مفقودة، أرى نفسي أقع بنفس الخطأ مرارا وتكرارا بدون أن أشعر، وبالإضافة أنني لا أدري كيف أوقف سيل التفكير السلبي حيث أنني أغرق في الأفكار دون أن أشعر حتى، فكيف سأوقفها؟ دائما أقلق حول القادم، ولدي قناعة أن تفكيري بالمشاكل القادمة سوف يساعدني أن أتجنبها، أرى نفسي في حلقة مفرغة من القلق الشديد، ثم الاكتئاب وانعدام الإحساس، ثم الانفراج قليلا وهكذا.

جربت إدخال المنطق إلى مشاعري لكن في كثير من الأحيان لا أرى المنطق مقنعا، أغلب الأحيان أضخم الأمور وأظن أن لدي مشكلة في إدراك حجم المشكلة الحقيقية، ومجرد كتابتي لهذه الرسالة أشعر بالراحة حتى قبل وصول الإجابة، أرتاح عندما أتكلم لكن راحة مؤقتة فلا ألبث إلا أن أشعر بالاختناق من جديد.

لقد مل المحيطون بي من سماع نفس الكلام تقريبا مرارا وتكرارا، لكن فعلا لا أدري ما العلاج!

جربت تمارين الاسترخاء لكن لم أستفد وأشعر أنها غير عملية، استعدت بعض نشاطاتي الاجتماعية لكن منذ يومين أو ثلاثة أشعر باكتئاب شديد، وفقدان الدافعية لكل شيء.

أحد الأطباء وصف لي Brintalex 10 mg قرص صباحا لمدة 10 أيام، ثم 2 قرص صباحا لمدة 3 أشهر، Seroquel 25 قرص مساء، أشعر دائما أن هناك حلقة مفقودة بين تفكيري والتخلص من القلق، تأتيني هواجس دائما أنني سأنهار في النهاية، ساعدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا جزيلا على هذه الرسالة الدقيقة والمفصلة والذي وصفت فيها تقريبا مشكلتك بكثير من الدقة والوضوح، أنا أتفق تماما مع الطبيبة التي ذكرت لك أنك قد لا تحتاجين إلى أدوية وأعطيك مزيدا من التفسير، الفرق بين أعراض الاكتئاب أو الشعور بالاكتئاب والقلق ومرض الاكتئاب أن مرض الاكتئاب هو يحدث بدون سبب محدد، وهو مرض له بداية له أعراض وقد يكون شديدا، قد يكون خفيفا أو قد يكون متوسطا، وفي كثير من الأحيان يحتاج علاج بالدواء، وكذلك اضطرابات القلق المختلفة، مثل اضطرابات الهلع، والقلق العام، والرهابات المختلفة، أيضا تبدأ في وقت محدد، لها أعراض محددة، وكثير ما تحتاج إلى العلاج بالأدوية.

أما الإحساس بالقلق والإحساس بالاكتئاب من وقت لآخر ويكون مستمر هذا الشيء بصورة مستمرة أو يحدث في أوقات معينة هذه لا تحتاج إلى الأدوية، لأننا نسمي هذه هي مشاكل نفسية وليست مرض نفسي، المشاكل النفسية تحل بالعلاجات النفسية وليست بالأدوية، ولكن لا مانع من استخدام الدواء لفترة محدودة حتى يساعد في العلاج النفسي، وأهم شيء في العلاج النفسي -يا أختي الكريمة- ليس معنى هذا أنك تقومين به بنفسك، تحتاجين إلى مساعدة من متخصص ليشرح لك المهارات التي تساعدك في التخلص من هذه الأفكار السلبية، ويقودك من خلال جلسات أسبوعية يعطيك إرشادات محددة، وأعمال منزلية محددة تمارسينها وفي كل أسبوع يحلل ما استطعت أن تقومين به ومتى أخفقت وكيفية التغلب على هذه الأشياء هذا هو المهم.

برنتلكس هو علاج للاكتئاب، علاج واضح لمرض الاكتئاب ويجب أن يأخذ بجرعة محددة وإلى زمن محدد، أما السريكويل فلا مانع من الاستمرار فيه؛ لأنه هو مهدئ ومضاد للاكتئاب ويمكن أن يساعد في العلاجات النفسية لأنه أيضا يساعد على النوم، أرجو أن تكون إجابتي هذه واضحة وضحت لك المسار الذي تقومين به حتى تعيشين حياتك طبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات