خلافات بيني وبين زوجي بسبب غربته!

0 21

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ سنتين ولم يحصل حمل، زوجي يعيش بأمريكا وأنا أقيم في بلدي، عند زواجنا كان برفقتي لمدة ثلاثة أشهر وبعدها سافر وعاد بعد سنة ونصف، كان يخطط أن يستمر برفقتي لمدة ثلاثة أشهر ولولا ظروف مرض كورونا لكان قد رجع ولكن بسبب هذه الظروف لم يقدر على الرجوع بسبب إيقاف المطارات.

غاب عني كل هذه المدة بعد أن كان يخطط على الاستمرار برفقتي لمدة ثلاثة أشهر، وبعده عني صعب جدا، وهو يرفض فكرة أن يأخذني معه، وأنا أرى صعوبة الاستمرار بهذه الطريقة!

حتى عندما يأتي يسبب لي توترا وقلقا. لم يحصل حمل، وقد قمنا بعمل فحوصات طبيبة لا أحد منا يعاني أي سبب يمنع الحمل، فأنا أفكر قبل رجوعه أن أطلب الطلاق، ولكنه غير مقصر من ناحية المصروف وواجباته إلا هذه المشكلة، فهل أنا محقة في طلبي للطلاق؟ كما أني لا أعرف على من أستند بعد طلاقي! أبي متوفى وأمي امرأة كبيرة، وقبل زواجي كنت أعيش مع أخي، ويصعب أن أرجع له بسبب زوجته، فأنا في حيرة من أمري!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – بنتنا وأختنا الفاضلة – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بالتواصل والحرص على التشاور قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين زوجك على الخير، وأن يكتب لكم السعادة والاستقرار.

نحن لا ننصح أبدا بالتفكير في مفارقة هذا الزوج الذي يقوم بواجباته المادية وينفق عليك، وأنت تقولي عيبه الوحيد أنه لا يريد أن يجلس معك ولا يستطيع أن يأخذك معه، وهذا أمر بحاجة إلى أن تتحاوروا حوله وتتناقشوا حوله، لكن أرجو ألا تفكري في أمر مفارقته وفي أمر الطلاق، فإن الطلاق لا يفرح سوى عدونا الشيطان.

ونتمنى أيضا أن تشجعي زوجك على التواصل معنا حتى يعرض وجهة نظره، حتى نناقشه ونبين له أهمية أن تكوني معه أو أن يكون معك، ونحن نحب أن نذكر بناتنا والأزواج أن الحياة الزوجية أصلا الإنسان تزوج ليكون الأهل معه، وهذا هو الأصل، وإن كانت هناك ظروف مقنعة لهذا البعد فالتضحية مشتركة، كل طرف لابد أن يضحي من أجل بناء مستقبل آمن للأسرة، والزوج لابد أن يعرف حاجة الزوجة إليه، وهو كذلك يحتاج إلى زوجته.

مثل هذه الأمور تحل بالنقاش وبالحوار، وبالرجوع إلى المصادر الشرعية، وليس باستعجال طلب الطلاق، لأنه لا نرى أن الطلاق فيه مصلحة لك، خاصة مع الظروف المذكورة بالنسبة لك، وأنت تعرفين وكلنا يعرف أن الخيارات أمام الفتيات صعبة - يعني - في أن تجد زوجا يقوم بواجباته، وأصعب كذلك بالنسبة لمن لها تجربة في الزواج أن تجد الرجل المناسب.

ولذلك نتمنى ألا تفكري في طلب الطلاق، ولكن تشعريه بحاجتك إليه، وتجتهدي في معه في وضع الحلول المناسبة، ليكون معك، أو لتكوني معه، أو ليقصر مدة البعد أو السفر، والشريعة تراعي هذا الجانب، فإن هذا حق للزوجة، كما أن الزوج أيضا له حقوق ينبغي أن يكون التفاهم هو سيد الموقف، فلا تستعجلي بطلب الطلاق، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير.

ومن المهم جدا أن تشجعي زوجك حتى يتواصل معنا، حتى نستمع إلى وجهة نظره ونناقشه، وبإذن الله سنقنعه بأن يعرف حقوقك وحاجة المرأة الشديدة إلى زوجها، وأن تلك الحاجة أهم من كثير من الأموال والأشياء التي ربما نجري ورائها طويلا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير.

وهذه وصيتنا لك وله بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر الأمور، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات