كيف أتعامل مع ابنتي التي تعاني من التوحد؟

0 31

السؤال

السلام عليكم.

في البداية أشكر قبول عضويتي في موقعكم المحترم والهادف وأشكر جهودكم.

سؤالي عن ابنتي ذات الثمانية عشر شهرا، والتي أخشى عليها من التوحد فهي لا تستجيب عند مناداتها باسمها، مع العلم أني أحيانا أنتبه إلى أنها منتبهة أنني أقصدها، ففي بعض الأحيان أقول لها وأنا أنظر في وجهها ألم أناديك؟ فتضحك وتجري هاربة مني.

تصرفاتها طبيعية إذا أرادت الأكل قالت مم، وهي كلمة يرددها الصغار بلهجتنا الجزائرية تعني الأكل، أو تحضر رضاعتها، وتضعها في يدي لأملأها لها أو كأسها الخاص بالماء، وأحيانا تحظري لعبتها (كرة خاصة بالقفز أضعها فوقها وأهز بها)، وتضعها بين يدي وتنظر إلي وتحاول الجلوس عليها لألاعبها، إذا سمعت جرس الباب تهرع لترى من الداخل.

تنتبه للأناشيد وصوت التلفاز، تلعب معنا وتحب أن نلاعبها، تجري في البيت صارخة وضاحكة من باب اللعب، تنتبه لخيالها وتقوم بحركات لتراقبه، تلعب مع صورتها في المرآة وتقوم بحركات بيدها لتراها عليها، حتى أنها أصبحت تدرك أنها صورتها، ولقد انتبهت في هذه الأيام أن في بطنها صرة (أي مكان الحبل السري) فأصبحت تذهب للمرآة وترفع قميصها لتعاينها، تمسك بالأشياء التي نقدمها لها وتعاينها وحاولت اختبار تتبعا لإشارتي فحين أحملها وأشير بإصبعي لشيء ما تنظر إليه.

عند النظر في وجهها تبعد نظرها أحيانا، لكن إذا كنت ألاعبها فتنظر إلي مطولا تستجيب لبعض الأوامر كإعطائها الرضاعة وأمرها بالجلوس في فراشها، أو مد يدها لألاعبها لكن لا تستجيب لأمر أحضري مثلا عند إخراجها خارج المنزل تجري وتصرخ وتفر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى العافية لهذه الابنة.

حقيقة أنا أرى أن هذه الابنة متفاعلة وجدانيا واجتماعيا، وعدم استجابتها للنداء ليس من الضروري أبدا أن يكون دليلا على وجود متلازمة الذواتية أو التوحد.

الطفلة من جميع النواحي تفاعلها ممتاز، وتفاعلها جيد، ولا بد أن نذكر أن هنالك بعض الفروقات والتباينات بين الأطفال، يعني: عدم الاستجابة هذا من وجهة نظري غالبا هو جزء من التباين والاختلاف الذي يحدث بين الأطفال، هنالك أطفال سريعي الاستجابة حين مناداتهم، وهناك من يتأخرون في ذلك، أو حتى لا يستجيبون.

بالنسبة للجري والصراخ والفرار حين تكون خارج المنزل: هذا يحدث لكثير من الأطفال، وأعتقد أنها تحس بأمان البيت أكثر، لذا حاولوا أن تكثروا من إخراجها، تذهبوا بها إلى الحدائق العامة، دعوها تلاعب الأطفال الآخرين ... وهكذا. هذه هي الطرق الجيدة التي تجعل الطفلة تتخطى هذه العقبات البسيطة.

أنا حقيقة لا أرى أن لديها أي سمات للتوحد، وحتى تطمئني أكثر - أيتها الفاضلة الكريمة -: بعد ستة أشهر من الآن إذا لم يحدث تقدم حقيقي في مقدرات الطفلة - خاصة فيما يتعلق بالاستجابة للنداء - هنا أقول لك أعرضيها على مختص في الطب النفسي للأطفال، هذا من أجل أن تطمئني، أنا شخصا مطمئن بدرجة كبيرة جدا، وعلى درجة عالية من اليقين والقناعة أن هذه الطفلة إن شاء الله سليمة، ومراحلها التطورية والارتقائية صحيحة وطبيعية ومقبولة جدا، وأقول لك: عليك بالدعاء لابنتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات