السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كطبيعة المحبة بين الأصدقاء إلا أنني أحب صديقتي جدا، وأحس بأن الحب يفيض، وهذه المشاعر والله صادقة وليس بها شرور، أو ميل للحرام، ولله الحمد.
أعلم أن أصل الحب أن يكون في الله، لكن هنا لا أدري ما سبب هذا الحب! فهو يأتي تلقائيا دون مسبب.
كنت أعبر بين فترة وفترة عن هذا الحب لصديقتي وأهديها مشاعري الطيبة حتى تخف هذه المشاعر، ولكني لا أريد أن أحب أي شخص أكثر من اللازم، ولا أريد التعلق، بعد أن تحررت منه.
حاولت أن أصرف هذا الحب في مساعدة الناس والود مع أهلي، وفي قراءتي للقرآن أو الصلاة بحيث أحاول توجيه هذا الحب لأن يكون حبا لله عز وجل، بدلا عن البشر.
كما أنني فكرت أن أستثمرها في العمل التطوعي، لكن هذه الفترة غير متاح لدي بتاتا، ولا أملك منفذا للمشاركة في النشاطات المجتمعية هذه الفترة، لكن لا زالت تأتيني لحظات يعود هذا الحب بكثرة ولا أملك حياله فعل شيء.
أرجو أن توجهوني وتقترحوا علي أين أصرف هذه المحبة؟ وكيف أتعامل مع المشاعر الزائدة التي تأتي رغما عني؟!
وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختي الكريمة، يبدو أن لديك "التعلق المفرط" بالبشر، وغالبا ما ينتج عن هذا التعلق مشاعر سلبية وخيبة عندما نصطدم بأول ردة فعل غير متوقعة من الطرف الآخر.
ترينا نحزن ونصاب بالإحباط ونشعر بالإنكسار الداخلي، وذلك لأننا لم نستطع أن نوازن مشاعرنا مع الطرف الآخر، وكان عطاؤنا غير محدود في علاقتنا معه. وهنا كنا نرتكب خطأ كبيرا وهو أننا لم نكن نختبر مشاعر الطرف الآخر تجاهنا، بل على العكس نحن من كان دائما يخضع للاختبار من قبله.
فيما يلي مجموعة من الارشادات التي سوف تساعدك بمشيئة الله في التخلص من المشكلة:
حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الإفراط في محبة الأشخاص والتعلق بهم، وحثنا على الاعتدال في ذلك فقال: أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي
- الحل ليس بتفريغ حبك وعاطفتك في التطوع وخدمة المجتمع، بل الحل في كيف "توجهي وتسيطري" على مشاعرك، فالنفس تتكون من الانفعالات التي علينا التحكم بها وكبحها أحيانا بحيث لا تعبر عن نفسها بطريقة مفرطة أو لا تتناسب مع حجم الموقف.
- اختاري الوقت والشخص المناسبين عند التعبير عن مشاعرك وحبك.
تبادلي الحب والعاطفة مع الآخرين، ولكن من الجيد أن تعرفي مدى حب وتعلق الآخرين بك.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.