بسبب فترة الحجر الصحي الطويلة فقدت نشاطي وأصبحت كسولة، فما الحل؟

0 28

السؤال

السلام عليكم

لم أعد أستطيع الدراسة، أصبحت كسولة جدا، كما أن المواد مملة لا تساعد، في السابق كنت متفوقة جدا في الدراسة، كنت أعتقد أنه كسل طبيعي، لكن بدأت أشعر أن ما أعاني منه ليس طبيعيا أبدا، فهناك أشياء أخرى في حياتي بدأت أهملها بشدة مثل: مظهري، وحتى تناول الطعام، أصبحت أهمل تناول طعامي بسبب الكسل والخمول، وأصبحت لا أقوم بأي من الأعمال المنزلية التي كنت أقوم بها سابقا.

أشياء كثيرة في حياتي أهملتها أو تركتها بالكلية، وقتي كله أقضيه مستلقية أحمل الهاتف في يدي، بدأت المشكلة قبل ثلاثة أشهر حين اشتدت علي أعراض الوسواس القهري، فأصبحت أكره حياتي، وأرى أن أي شيء أفعله خاطئ ولا فائدة منه، حتى أنني لم أكن أتناول الطعام إلا عندما أشعر بجوع شديد بسبب كرهي لحياتي، وأنني لا أستحق أن أتناول الطعام، وأمضي الليل في التفكير في كل ما فعلته أثناء النهار لأستخرج الأخطاء التي ارتكبتها (بصورة غير طبيعية)، حتى أصبحت لا أنام إلا بعد صلاة الفجر، ولا أستيقظ إلا عند الظهر.

ومن تلك الفترة تعودت على ألا أفعل شيئا، فلم أكن أقوم من السرير سوى لأصلي الصلوات المفروضة، والآن تحسنت من الوسواس القهري بشكل كبير، لكن تعودي على الكسل الشديد من تلك الأيام لم يزل، إضافة إلى ظروف الحجر وتوقفي عن الدراسة لأكثر من خمسة أشهر، فاعتدت على الكسل والخمول.

فكيف أذاكر ولم يبق على الامتحانات سوى أقل من شهر؟ وكيف تعود مواعيد نومي طبيعية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amat Allah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ومرحبا بك غاليتي..

مما لا شك فيه أن العالم كله يواجه أزمة جائحة كورونا، فالأزمة عالمية وليست عربية أو محلية، ولا أحد يدري نهاية هذه الأزمة، لذلك علينا أن نتعلم التعايش مع هذه الجائحة والحجر المنزلي؛ للخروج من هذه المرحلة بأقل الأضرار النفسية والصحية والاجتماعية.

غاليتي: أنا أشعر بك وأتفهم ما تعانينه من ملل وضجر وقلق، ولكني أرى أمامي فتاة قوية وصاحبة إرادة تغلبت على عوارض الوسواس القهري حيث ذكرت: "والآن تحسنت من الوسواس القهري بشكل كبير"، كما أنك اخبرتنا أنك مدوامة على أداء الصلاة في أوقاتها، وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على أنك فتاة صاحبة عزيمة وإرادة.. وتحاولين جاهدة محاربة الكسل والملل، وهذا ما يعاني منه الجميع، وخاصة الطلاب قبيل فترة الامتحانات، حيث يرى علماء النفس أن مهارات التفكير لدي الطلاب تقلصت وشهدت تباطؤا وأنهم أصبحوا يعانون من صعوبة التركيز، بالإضافة إلى القلق بشأن المستقبل فهو أحد أهم أسباب الضغط النفسي والشرود الذهني..

وسألت: كيف أستطيع أن أذاكر (ولم يبقى للامتحانات سوى أقل من شهر)؟

نقول لك من قلب نصوح طبقي هذه الخطوات:

- أنصحك بالتركيز على الجوانب الصحية والنفسية لتخطي هذه الفترة، والتفوق بدرجة امتياز في المرحلة الثانوية بإذن الله تعالى.

- احرصي قدر المستطاع من الأستفادة من فرصة" الحجر المنزلي" وتبني أسلوب حياة صحي خال من الروتين والملل؛ فنحن جميعنا بحاجة إلى الحركة لحماية العضلات من الخمول، فخلال النشاط البدني تطلق مادة الأندروفين في الدماغ، وهذه المادة مسؤولة عن تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق، وتحسن من حالة المزاج العام.

- تناول الأطعمة الصحية التي يتم تحضيرها في المنزل فهي أكثر صحة ومنفعة للجسم، ولا تنسي الإكثار من شرب المياه، وتناول كوب من شراب التوت فهو من محفز ممتاز للدماغ والذاكرة .

- أما من الناحية النفسية: أنصحك غاليتي بالمداومة على أداء الصلوات في مواعيدها، اهتمي بمظهرك، وتزيني في المنزل، وأحبي نفسك، واستمتعي بوقتك دون الخروج عن ما حدده الدين والأخلاق، فهذا سوف يشعرك بالرضى والراحة النفسية.

- فكري بطريقة إيجابية، وأبعدي كل فكرة تنكد عليك يومك، وقولي لنفسك ورددي الكلام الذي يعطيك القوة والثقة والإرادة والعزيمة مثل: "رغم أني لا أملك الرغبة وأعاني من الملل والعزوف عن المذاكرة لكنني سأتخطى هذه المرحلة وأنجح بتفوق في الثانوية العامة - يجب أن أصبح فتاة مميزة... وهكذا".

والآن إليك حبيبتي بعض الخطوات للبدء بالمذاكرة، وهي خطوات وضعت من قبل "باترسون" لطلاب المرحلة الثانوية .

مرحلة أثناء المذاكرة:

* يجب وضع خطة تتضمن جداول للوقت حول كل مادة، ويجب الالتزام بوقت المادة دون زيادة أو نقصان.
* الحد الأقصى الذي يجب أن تذاكر فيه هو ساعتين، ثم بعدها خذي استراحة- بعد الانتهاء من مراجعة أي مادة ضرورة الاسترخاء والتوقف عن التركيز بعض الوقت لمدة 20 دقيقة لإعادة تنشيط الدماغ والمستحب البقاء بمفردك خلال هذه المدة.
* تجنبي مذاكرة أي موضوع واحد طوال اليوم، فهذا هو أكثر عامل يؤدي بك للإجهاد والملل، لذا عليك التغيير إلى موضوع أخر.
* يجب أن تقسم الدرس إلى فقرات كبيرة وكل فقرة تحتوي على أجزاء تتضمن عناصر الدرس.
* اطرحي الأسئلة كثيرا، وتكلمي مع نفسك؛ فذلك سيساعدك بشكل كبيرعلى فهم مضمون الدرس.
* أي شيئ درسته من المهم أن تقومي بتلخيصه شفهيا أو كتابيا دون النظر للكتاب، فهذه أفضل طريقة مثبتة لتدريب الذاكرة على استرجاع المعلومات، وفهم الموضوع بصورة شاملة.

مرحلة المراجعة:

*الإجابة عن الأسئلة التي تكون مرافقة للدرس، وحاولي البحث عن أسئلة جديدة وحاولي الإجابة عنها أيضا.
*احتفظي ببعض النقاط الرئيسية في كل درس وكذلك مجمل القواعد المهمة.
*إذا أمكن حاولي البحث مع صديقاتك عن أوقات لمناقشة الدروس.

أسأل الله أن يرزقك الشعور بالطمأنينة والراحة والثقة والنجاح بتفوق، وأرجو أن تطمئنينا عنك غاليتي.

مواد ذات صلة

الاستشارات