السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 20 عاما، مريض منذ 3 سنوات، بدأ معي التعب في عام 2017، منذ ذلك الموقف كنت ألعب مباراة كرة قدم على البلاي ستيشن في المنزل وأحرزت هدفا في الدقائق الأخيرة، فقمت أجري في المنزل من شدة الفرح كأي شاب صغير حينها، ولكن الذي حدث أن الأرض كان بها ماء في منطقة معينة فانزلقت قدمي وسقطت بشكل شديد على رأسي من الخلف، واصطدمت رأسي وظهري بالأرض، عندما قمت بعدها بدأت أبكي حيث إنها كانت حالة فرح شديدة تحولت لصدمة وحزن فجأة.
بدأت بعدها بأسبوع أشعر بتعب يتمثل في صداع شديد في الرأس، ودوار، ودوخة ولا استطيع المذاكرة، وأتجنب نزول الشارع أو حضور المحاضرات ومتابعة الدراسة.
قمت بعمل أشعات رنين مغناطيسي، ورسم مخ، وتحاليل دم، وكلها كانت سليمة لم يستطع الأطباء تشخيصي، وكل الأدوية لم تنفع معي، بعدها أشار علي أحد الأقارب بأنه قد يكون مس، فذهبت إلى العديد من الرقاة وطبقت العديد من البرامج العلاجية بالقرآن، ظللت على المسكنات والرقية مدة تقارب 3 سنوات من عام 2017 إلى يومنا هذا.
سؤالي لحضراتكم: هل من الممكن أن يكون هذا السقوط على الرأس قد سبب لي صدمة، وأن مرضى نفسي في الأصل وأحتاج لعلاج نفسي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، والحمد لله على السلامة.
حادث السقوط والإصابة التي حدثت لك أعتقد أنها قد تركت آثارا نفسية جانبية أكثر من آثار عضوية جانبية، لذا أصبحت تحس بالتململ وضعف التركيز والشعور بالدوار والدوخة، والحمد لله أنت قمت بإجراء الفحوصات الدقيقة وكلها سليمة.
فمن وجهة نظري أن الأمر أمر نفسي في المقام الأول، ويجب أن تتناسى هذا الأمر تماما وتعيش حياة صحية: تمارس الرياضة، ترتب غذاءك، تتجنب السهر، تحدد وقتا لكل نشاط في الحياة، أوقاتا للقراءة، أوقاتا للصلاة، أوقاتا للترفيه عن النفس، أوقاتا للتواصل الاجتماعي مع الأصدقاء ومع الأسرة ... وهكذا.
إذا الحالة من وجهة نظري حالة نفسية بسيطة، وممارسة الرياضة باستمرار أيضا ستكون علاجا أساسيا ورئيسيا بالنسبة لك. وأرجو ألا تكثر من التردد على الأطباء، لأن هذا في حد ذاته يؤدي إلى الكثير من التخوف والتأثيرات الإيحائية السلبية على الإنسان. عش الحياة بقوة، وبفعالية، ويجب أن تكون لك آمال وطموحات، وتضع الآليات التي توصلك إلى مبتغاك بحول الله تعالى.
إذا الأمر ليس أمرا عضويا أبدا، وهذا هو الذي أنصحك به، وحتى نطمئن أكثر هنالك دواء جيد جدا يساعد في هذه الأعراض، الأعراض القلقية هذه، الدواء يسمى (دوجماتيل) واسمه العلمي (سولبرايد) يمكن أن تأخذه بجرعة خمسين مليجراما صباحا لمدة أسبوع، ثم اجعل الجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما مساء لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله. أعتقد أنه سوف يفيدك كثيرا، لأن القلق – خاصة القلق التوقعي – هو الذي يهيمن عليك، وحتى الأعراض الجسدية (الصداع الشديد، والدوار والدوخة) كلها أعراض سببها القلق، ولذا تسمى بالأعراض النفسوجسدية.
الحالة بسيطة جدا، فقط عليك أن تكون إيجابيا في كل شيء، في أفكارك، وفي مشاعرك، وفي أفعالك، وحاول أن تصرف انتباهك تماما عن هذه الأعراض ولا تركز عليها. هذا هو العلاج، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.