السؤال
بعد الشكر على ما تقدمونه لنا من استشارات؛ أطرح عليكم همي وغمي؛ راجيا أن تسعفوني فيه بحكمتكم وفقكم الله.
مشكلتي أني تعرفت على بنت منذ ما يقرب العامين وأحببتها كأشد ما يحب رجل امرأة، وألمحت لها برغبتي في الارتباط بها على سنة الله ورسوله، وقد كان منها كامل الاستجابة لما طرحته عليها، وبعد ذلك ما كان مني إلا أن أسلك الطريق الشرعي والذي حرصت عليه منذ البداية، والحمد لله فكان أن تقدمت لخطبتها إلا أن أباها رفض العرض وقال إنني لست الأول الذي يتقدم لها، بل هنالك أربعة رجال من قبلي، ولكن هو وأمها يريدانها أن تكمل دراستها ثم بعد ذلك يمكن أن تدخل في علاقة.
علما أنها الآن في أولى جامعة طب، والسؤال الآن: ماذا أفعل؟ علما أنني أحبها أشد ما يكون من حب، فهل أخبرها أنني سأنتظرها؟ أم ماذا أفعل؟ علما أني في آخر سنة لي في نفس الجامعة التي تدرس هي بها، وإن شاء الله سأكون جاهزا للزواج بحلول عامين على أقل تقدير، علما أنني في بلد غربي حيث أدرس وأعمل.
وقد كان غرضي من خطبتها أن أتعرف عليها أكثر وهي أيضا، فماذا أفعل الآن؟ وأنني لا يمكن أن أنساها، هل أنتظر؟ وهل أخبرها أنني منتظر دون علم والديها؟ علما أنني كنت استخرت الله فيها عدة مرات، وكان أن رأيت عدة أحلام كلها مبشرة لي بما أقدمت عليه، علما أنني أملك كتابا لابن سيرين في تفسير الأحلام ولي تجربة في أحلام فسرتها لنفسي ووقعت كما فسرتها.
ورجوعا إلى موضوعي، إنني قد رأيت حلما وكان في ما معناه أنني سأتزوج في الغربة، وبعد ذلك الحلم بيوم وجدت تسهيلا كبيرا في التعرف على أسرتها، وإن كان التعرف مبدئيا إلا أنني تفاجأت بقرار والديها، فماذا أفعل؟ أفيدوني أفادكم الله، والبنت التي استشرتكم في أمرها من نفس بلدي فأرجو أن أعلمكم بذلك قبل ردكم علي.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Moamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوفقك إلى كل خير وأن يعلي بك راية إسلامه، وأن ينفع بك المسلمين، وأن يمن عليك بزوجة صالحة تكون عونا لك على طاعة الله.
وبخصوص ما ورد برسالتك فكم أتمنى أن تعطي مساحة لعقلك وتفكيرك في التعامل مع هذه المشكلة؛ لأن العاطفة أو التفكير العاطفي عادة ما يضيق دائرة الحلول، وهذا هو ما أنت عليه الآن، ولو فكرت معي قليلا بعقلانية ومنطقية لوجدت هناك حلولا كثيرة وبناءة، وهذا ما أود أن تساهم معي في إيجاده والاستفادة منه فإليك ما يلي:
1- هذه الأخت مازالت في السنة الأولى وأنت على وشك التخرج وعما قريب سوف تعيش ظروف العمل والجد والاجتهاد في الحياة والحرص على تحصيل لقمة العيش الشريف، وخلال هذه الرحلة الجديدة قد تقع عينك أو تصادفك إنسانة تحمل نفس المواصفات، أو أفضل، وجاهزة للارتباط بك، بل قد تكون مستعدة لمساعدتك والوقوف معك، فلماذا تربط نفسك بقيد ضيق وخانق من الآن؟ حاول أن تعيش الفسحة التي أعطاها الله لك.
2- إن أهل الفتاة مصممون على عدم ارتباطها قبل التخرج وهذه فرصة أخرى لك تتأكد بها أنها لن تتزوج خلال هذه الفترة، وبذلك أعطوك مساحة واسعة للحركة، فإن وجدت الفتاة المناسبة فأنت لم تخل بعهدك معهم وليس بينك وبينهم أي اتفاق تخشى نقضه، وإذا لم يتيسر لك ذلك فهي مازالت أمامك وبمقدورك أن تتقدم إليها في الوقت المناسب، ولذلك أنصح بعدم الاتفاق معها على شيء حتى لا تقيد نفسك، ويكفي أنك أبديت لها رغبتك في الارتباط بها وأنها أخبرتك بموافقتها، فاترك الأمر إذن لك ولا تضيق واسعا؛ لأن نظرتك الآن مازالت محصورة في محيطك الذي تعيش فيه، وأما بعد التخرج فقطعا سوف تختلف نظرتك إلى حد كبير عما هي عليه الآن، فأرى أن عدم الارتباط الآن في صالحك وأنك الرابح الوحيد من شروط الأسرة بعدم الارتباط، فواصل الاجتهاد والمذاكرة والأخذ بالأسباب.
وعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يرزقك الرضا به، واعلم ـ أخي محمد ـ أنها إن كانت من نصيبك وأن الله قد قدرها لك فسيصرف أهل الأرض عنها جميعا حتى تأتيها أنت وإن لم تكن من نصيبك فيستحيل أن تصل إليها مهما فعلت؛ لأنه لا يقع في مقدور الله إلا ما أراد سبحانه جل جلاله، فاتركها وتوكل على الله وسل الله أن يذهب عنك هذا التعلق، وأن يرزقك الرضا بما قدره لك.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق.