أعاني من الاكتئاب والوسواس والقلق، ما العلاج؟

0 35

السؤال

هذه الرسالة قصد مساعدتي والله المستعان.

منذ فترة طويلة أصبت بالسحر، مما خلف لي أمراضا نفسية، أعالجها منذ سنة 2008م في تونس، تناولت العديد من أدوية الاكتئاب والوسواس والقلق والمعدة، والآن أتناول دواء دوجمتيل 50 مرة فقط في اليوم، ودواء دبريكول مرتين في اليوم، لكن عندي مخاوف كثيرة من كل شيء حتى عند الخروج من البيت أبدأ بالخوف حتى أقرر الذهاب إلى مكان ما، حتى إلى طبيب يجب أن يكون معي مرافق.

كما أن المعدة يحدث لها انتفاخات واضطراب وغازات، حتى أبقى أتساءل لو تحصلت على وظيفة كيف يمكن أن أعمل؟! لأني في بعض الأحيان لا أطيق الاستقرار على كرسي تنتابني حركات لا إرادية، قيل لي أعصاب معدة، وخاصة أنها تزداد الاضطرابات في المواقف الاجتماعية.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: حقيقة أنت ذكرت أن تشخيص حالتك هو الاكتئاب والوسواس والقلق، ولديك بعض الأعراض النفسوجسدية المتمركزة حول المعدة.

عقار (دوجماتيل Dogmatil) بهذه الجرعة الصغيرة يفيد كثيرا في أعراض القلق وكذلك الأعراض النفسوجسدية.

عموما أيا كان تشخيص حالتك أعتقد أن المتابعة مع طبيبك سوف تفيدك كثيرا.

المخاوف التي تحدثت عنها – أخي الكريم - : الخوف هو شعور مكتسب، لم يولد أي إنسان ومعه الخوف. إذا الشيء المكتسب يمكن أن نفقده بالتعليم المضاد له، وأنا أنصحك أن تخرج، أن تقوم بواجباتك الاجتماعية، أن تشارك الناس في مناسباتهم – أفراحهم، أتراحهم – تزور الأهل، تصل رحمك، تزور المرضى، تذهب إلى حفلات الأعراس، تمشي في الجنائز.

هذه الحياة يا أخي، وفوق ذلك عليك بالصلاة في المسجد، لا أحد يخاف وهو ذاهب للمسجد، لأنك ذاهب إلى أفضل بقعة في الأرض، (بيوت الله في الأرض المساجد، وإن حقا على الله أن يكرم من زاره فيها)، فالمساجد أفضل الأمكنة.

أخي الكريم: الدعوات البسيطة جدا، الإنسان حين يخرج من المنزل، دعاء الخروج من المنزل (بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، ودعاء دخول المنزل: (اللهم إني أسألك خير المولج، وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا) ثم ليسلم على أهله، بذلك لن يصيبك مكروه بإذن الله تعالى، فلابد أن تحفز نفسك.

أنا لا أتكلم معك من ناحية إرشادية دينية فقط، لا، هذا هو صميم علم النفس الذي أقوله لك، وعلم السلوك، فالثقة تبنى بتصحيح المفاهيم هذه، وأنا متأكد أنك رجل لك تواصل اجتماعي، لك أقرباء، لك أصدقاء، ويجب أن تشعر نفسك أنك رجل مفيد لنفسك وللآخرين.

إذا التغيير يأت منك – أخي الكريم – والله تعالى استودع فينا الطاقات، أعطانا القوة، أعطانا الفكر، أعطانا كل شيء، وبين لنا وأكد لنا بأن التغيير يأتي منا، وبين لنا أنه لا نشاء إلا أن يشاء الله، فقال: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، وقال: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}.

أخي الكريم: اجعل الرياضة جزءا أساسيا في حياتك، الرياضة تفيد جدا في مثل عمرك.

إذا هذه هي الأسس العلاجية الرئيسية بما يتعلق بالإرشادات النفسية الاجتماعية الإسلامية.

أما بالنسبة للدواء فحقيقة لا أود أن أقترح لك أي أدوية مضادة للخوف، بالرغم من أنها كثيرة جدا، وأعرف الكثير من هذه الأدوية، والسبب في ذلك أنني حريص جدا على أن تظل صحتك النفسية متوازنة، لأنه إذا حدث أنه لديك شيء من ثنائية القطبية فالأدوية المضادة للمخاوف هي في ذات الوقت مضادة للاكتئاب النفسي.

هذا يعني أن تناولك لأحدها سوف ينقلك من القطب الاكتئابي إلى القطب الانشراحي، وهذا أمر لا نريده لك؛ لأنه سوف يدخلك في إشكالات نفسية كثيرة، ولذا - أيها الفاضل الكريم - أرجو أن تعذرني في هذا السياق، وأن تستوضح هذا الأمر مع طبيبك المعالج، فهو في موقف أفضل مني ليختار لك أحد مضادات المخاوف، إن كان ذلك ضروريا.

أما بالنسبة للمركب (دبريكول Debricol) فهو علاج بسيط جدا، يساعد كثيرا في علاج التقلصات التي قد تحدث في الجهاز الهضمي، وبالفعل سوف يساعدك كثيرا فيما يتعلق بموضوع الانتفاخات والغازات وكل الأعراض المتعلقة بالجهاز الهضمي التي تشتكي منها، وهو دواء بسيط ومركب لا يتعارض أبدا مع أدويتك الأخرى، وعليه تناوله على بركة الله، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به. وهذا الدواء الـ (دبريكول) لا علاقة له حقيقة بالأدوية النفسية المباشرة، أي أنه لن يتعارض أبدا مع أي منها، وفي ذات الوقت ليس له أثر نفسي مباشر، لكن قطعا حين تختفي أعراض الجهاز الهضمي من خلال استعمال هذا الدواء؛ هذا أيضا سيؤدي إلى راحة نفسية بصورة غير مباشرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات