كيف أتخلص من العصبية الشديدة؟

0 32

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي مشكلة مع الغضب السريع والعصبية الزائدة، وعدم راحة البال على الدوام، حيث عندما أتعرض لموقف مستفز والفشل المتكرر أغضب بشدة، وأتلفظ بألفاظ نابية، وقد أحطم ما أملك بيدي، ولكن بعد الحدث بفترة قصيرة جدا أندم على فعلته.

أحاول تكرارا ألا أغضب، ولكن عندما أكتم غضبي عن موقف، أشعر بقهر شديد بداخلي، وفي كل مرة أكتم أشعر بذلك القهر إلى أن أنفجر بشكل عصبي جدا عند حدوث موقف، وكأنني أفرغ ما كتمت، فبماذا تنصحونني؟ ماذا أفعل لأرتاح ولا أغضب في المواقف؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك تواصلك معنا ونقدرك لك ثقتك بنا.

فيما يخص موضوع رسالتك ( الغضب ): فهو شعور طبيعي وعاطفة طبيعية من المشاعر الفطرية التي فطر الإنسان عليها، مثل الحزن والسعادة والخوف، فكل هذه المشاعر موجودة عند جميع البشر، ولكن بنسب متفاوتة تتحكم بها طبيعة الشخص ومدى سيطرته على مجريات حياته وتعاملاته مع المواقف، ومع الأشخاص من حوله.

تعامل الإنسان مع مشاعره بشكل مبالغ فيه قد يضره شخصيا بالدرجة الأولى لما لها من تأثيرات صحية ونفسية واجتماعية:
- فمن الناحية الصحية: قد يصل به الحال إلى أمراض القلب والسكر والضغط.

- ومن الناحية الاجتماعية: ستنشأ العداوات والبغضاء بينه وبين الأشخاص، وبالتالي سيصبح شخصية منبوذة غير محبب التعامل معها. - ومن الناحية النفسية: سيختل الاتزان النفسي، وسيصبح شخصية هشه ضعيفة غير متقبلة لذاتها وللآخرين، وقد يتطور الأمر ليصل للاكتئاب.

حل المشكلة هو في تعلم كيفيه التعامل مع المشاعر الغاضبة، والتحكم في ردود الافعال التي قد تسبب الندم فيما لو كان رد الفعل السريع سلبيا.

سأذكر لك بعض الخطوات التي فيما طبقتها ستنعم بحياة هادئة مطمئنة، وستنعم باستقرار نفسي يحقق لك الرضى التام عن نفسك:
1- تذكر دائما قول المصطفى صلوات الله عليه حينما قال:" إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع"، أي تغيير المكان أو الوضعية عند الشعور بنوبة غضب، وتقدير الأمر تقديرا دقيقا وعدم إعطائه ردة فعل أكبر من حجمها الطبيعي، فلربما استدعى الموقف في أن نغضب ولكن بصورة معتدلة بدون إلحاق أذى بأنفسنا أو بالآخرين.

2- عمل قائمة بأبرز الأمور والمواقف التي تسبب لك كل هذه الثورة عند حدوثها، والتفكير في حلول مختلفة للتعامل معها، والنظر لها من منظور مختلف، أي تقييمها في وضعية الهدوء، وإيجاد طرق بديلة للتعامل معها إن حدثت مستقبلا.

3- إيجاد طرق للتخفيف من حده الانفعال كالاستغفار، أو العد من واحد إلى عشرة ، أو التنفس العميق.

وفي الختام تذكر أن الحياه قصيرة فلا تفسد لذة أيامك بأمور لن تجلب عليك إلا التعاسة، رغم أن هناك أمورا جميلة في هذه الحياة، يجب أن تنعم بها لتزهر أيامك.

أسأل الله لك أن تنعم بالسعادة وراحة البال.

مواد ذات صلة

الاستشارات