السؤال
السلام عليكم..
أحس أنني أصبحت كثيرة النسيان وضعيفة التركيز، أعيش دائما في عالم من الخيال أتخيل دائما أنني إنسانة ناجحة وصلت لأعلى المراتب، لا أستطيع التفكير بواقعية مع العلم أنني آنسة وتخليت عن عملي الذي كنت ناجحة فيه.
أحس أنني أصبحت بدون جدوى حتى الكلام أصبحت عازفة عنه، أحاول أن أتقرب إلى الله سبحانه لكن أحس أنه غير ممكن، أحس أن ذنوبي كبيرة، أحس أن هذا الضياع الذي أعيشه ما هو إلا نتيجة لتهوري وضلالي، أحس بالذنب آلمني، عملت أخطاء وأنا أعلم عز المعرفة أنها محرمة شرعا. أفيدوني رحمكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى النسيان وضعف الذاكرة والتركيز القلق النفسي، والإجهاد الجسدي والذهني، وفي بعض الحالات الاكتئاب النفسي .
من الواضح أنك تعانين من درجة بسيطة إلى متوسطة من القلق النفسي، كما أن أحلام اليقظة والتفكير الغير واقعي تسيطر عليك، وهي ربما تكون مرتبطة بالمرحلة العمرية التي تمرين بها، كما أن أحلام اليقظة في كثير من الناس نراها ملازمة للقلق النفسي، ويلاحظ أيضا أنك تعاني من درجة بسيطة من الوساوس، وهي التي أدت إلى عدم الاستقرار وجعلتك تشعرين بالعيش دون هدف.
لا شك أن الشعور بالذنب حيال الأخطاء والذنوب أمر جيد، وهو شرط من شروط التوبة، والإنسان حين يقلع عن الذنب ويستغفر الله ينبغي أن يحسن الظن بالله، فالله غفور رحيم.
أنت محتاجة لعلاج القلق والتوتر الداخلي، ويتم ذلك بممارسة تمارين الاسترخاء، مثل تمارين التنفس، كما أن ممارسة الرياضة البدنية يعتبر من الأشياء المفيدة، وتوجد الآن والحمد لله أدوية طيبة وفعالة تعالج القلق والاكتئاب والوساوس في ذات الوقت، والدواء المفضل هو العقار الذي يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدئي في تناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم ترفع إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى كبسولة واحدة لمدة شهرين.
بجانب الإرشادات النفسية السابقة وتناول العلاج، لابد أن تحددي أهدافا واضحة في حياتك، وهذه الأهداف لابد أن تكون واقعية مبنية على الإمكانيات المتاحة لك، ثم بعد ذلك تقومي بتفعيل هذه الإمكانيات للوصول إلى هذه الأهداف، فالإنسان حين يعيش ويخطط لهدف واقعي سوف يجد أنه أكثر استقرارا، وأن الكفاءة النفسية لديه قد ارتفعت.
وبالله التوفيق.