السؤال
السلام عليكم..
فما قدر المشاعر التي ينبغي أن تتوفر بالضرورة بين الشاب والفتاة قبل الزواج؟ ولولاها لا يمكن أن يحصل الزواج.
أيضا وفي نفس السياق، إذا قبل كل من الشاب والفتاة بعضهما البعض (وكذلك الأهل)، من حيث الأخلاق والدين، والنسب والمركز الاجتماعي، والجمال والأوصاف، والمال والعمل، وكان بينهما ارتياح نفساني وتوافق في التفكير ولديهما نفس المؤهلات الدراسية والثقافية، وميولات ونقاط مشتركة كثيرة، عموما إذا كان لدى الشاب والفتاة كل ما ينبغي للزواج، من أمور موضوعية وقبول وإعجاب بينهما، ولم يكن بينهما الحب والهيام ببعضهما البعض، فهل من الممكن شرعا أن يحصل بينهما الزواج؟ أم حصول الحب والهيام ضروري شرعا قبل الزواج؟
وعموما، ما قدر المشاعر والعواطف التي ينبغي توفرها لدى كل من الشاب والفتاة المقبلين على الزواج لكي يمكن شرعا حصول الزواج؟
أفيدونا أكرمكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيه وأن يكثر من أمثالك وأن يمن عليك بزوجة صالحة وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الإسلام دين واقعي عملي لا يحلق في سماء الخيال والأحلام ولا يطلب من أتباعه أن يكونوا ملائكة معصومين، وإنما يراعي أن الإنسان مكون من جسد وروح ولكل مطالبه ومقوماته بالقدر المعقول دون إفراط أو تفريط، ومن هذه المتطلبات التي تقتضيها الحياة الزوجية، ضرورة وجود جو من التفاهم المشترك بين الطرفين وليس أكثر من ذلك، أما مسألة الحب والهيام فهذه مسألة لم يضع لها الشارع تقنينا عاما أو خاصا، وإنما اكتفى فقط بضرورة وجود نوع من التفاهم والتراحم والتقدير والاحترام المتبادل، وما ذكرته أنت من قواسم مشتركة يعتبر نعمة من نعم الله العظمى، وهذا غاية ما يسعى إليه المسلم ويحرص عليه ليس إلا، ولقد ترك الإسلام مسألة الحب والتعلق لطبيعة العلاقة القائمة بين الزوجين ولم يجعلها شرطا أو هدفا، وإنما ركز فقط على التفاهم والاحترام المتبادل ومراعاة كل طرف لمشاعر الآخر.
هذا وبالله التوفيق!