السؤال
السلام عليكم..
أنا شاب متزوج، أعاني من مشكلة خاصة بزوجتي حيث أن علاقتنا الزوجية حسنة، لكن حين يتعلق الأمر بعائلتي بما فيها والدي ووالدتي وأخواتي فأنها تكرههم وترفض زيارة أهلي في بيتي مما يجعلني أفكر في الطلاق رغم أنني التجأت إلى جميع الحلول بدون جدوى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فإن الأجيال التي تربت على المسلسلات وأمام الشاشات لا تحسن التعامل مع الآباء والأمهات من أهل الزوج وخاصة (الحماة) أما كانت أو أختا؛ وذلك لكثرة الطرق على هذه المسألة، وجعلها سببا لمعظم الكدر الذي يلازم تلك الأسر المزيفة التي يلتقي فيها رجل أجنبي بمثل دور الزوج أو امرأة أجنبية تمثل دور الحموات، ولا يخلو الأمر من المبالغات، والعجيب أنه ومع أن الأمر تمثيل وكذب وتخيلات إلا أن القطاعات المتلقية من الجماهير تتفاعل مع ذلك الغثاء وتتأثر به.
والصواب أن يبدأ الإنسان حياته الزوجية بوضع المنهاج الذي سوف تسير عليه، ويحدد الخطوط الحمراء التي لا يقبل تجاوزها مهما كانت الأسباب، بل إن العاقلات من السلف كن يقلن لأزواجهن: (ماذا تحب فآتيه وماذا تكره لأجتنبه؟ ومن تحب أن يزورك من أهلي ومن تكره؟ ومن الذي ترضى بدخوله إلى منزلك ومن الذي تأباه) كما حدث من زوجة شريح القاضي رحمة الله عليهم أجمعين.
وأرجو أن تبدأ خطوات العلاج بالبحث عن أسباب ذلك النفور، وتذكيرها بأن الشريعة تأمرك بالإحسان لوالديك وأرحامك كما تأمرك بالإحسان لزوجتك، وأن أولى الناس بالرجل والديه وخاصة أمه، ولا يمكن للمسلم أن يورط نفسه في كبيره العقوق للوالدين، وأرجو أن تظهر لها مشاعر الاحترام لوالديها وأهلها، وتبين لها أن الإنسان يمكن أن يجد زوجة بل وزوجات لكنه لن يجد بديلا عن الآباء والأمهات والأشقاء والأخوات.
ولا تتعجل بالطلاق قبل أن تعرف الأسباب التي كونت هذه المشاعر، فإن كان في أهلك شدة وأذى وظلم للزوجة، فمن واجبك نصحهم بلطف، ومطالبتهم بعدم إدخال الأذى على زوجتك.
ونوصيك بزيادة البر لوالديك؛ حتى لا يشعروا أن زوجتك أخذتك منهم لأن هذا يجلب النفور.
وأرجو أن تذكرها بالله، وتبين لها خطورة إصرارها على إبعاد أهلك، وأن ذلك قد يؤدي إلى التفكير في الفراق، فإذا لم تجد هذه المحاولات فيمكنك البحث عن حلول أخرى، كأن توفر لوالديك وأهلك ما يحتاجون إليه من مسكن وأرزاق، وتحاول أن تقلل من زيارتهم التي قد تجلب الاحتكاك دون أن يشعروا بشيء، واجتهد في نقل أحسن ما تسمع من مشاعرها الطيبة إليهم.
والله الموفق.