كيف أتصرف حيال رفض الصديقة مساعدتي في دروسي؟

0 332

السؤال

السلام عليكم..

لدي مشكلة في أحد مقرراتي الدراسية، حيث أنه يعتمد على مقرر لم آخذه من قبل وأصبح لدي من أصعب المواد وأعقدها وامتحانات المنتصف على الأبواب، وهذه آخر سنة لي في الجامعة وأريد أن أتخرج.

أما بالنسبة للمشكلة الملازمة لهذا الموضوع، وهي أن لدي صديقة في هذا المقرر كلما أطلب منها أن توضح لي شيئا تنفر مني وتقول لي أن العلاقة التي بيننا هي فقط صداقة ومعزة دون مصالح (الدراسة)، وقد أثر ذلك علي كثيرا، ولا أفهم المادة ولا أجد من يعينني عليها، فنحن ثلاث طالبات في الفصل والثالثة فتاة شيعية لا أستطيع سؤالها بكثرة، بينما صديقتي هذه لأول مرة أطلب منها طلبا وتردني وأنا وهي من أهل الدين، وهي ملتزمة وهذا ما يحببني كثيرا فيها، لكنها تبعدني عنها بهذا التصرف.

أرجوكم ردوا علي بأقرب وقت لأني أحتاج لرد على هذه المشكلة التي تؤرقني وتبعدني عن صديقتي، جزاكم الله ألف خير وسهل عليكم أموركم في الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

فإن الطالبة إذا صعب عليها شيء في دراستها تطلب المساعدة من معلمتها ثم من زميلاتها، وقبل ذلك تسأل الله أن يسهل عليها كل عسير، ثم تجتهد في الاعتماد على نفسها وتثق في قدراتها.

وليس هناك عيب أو مانع من استفادة الصديقة من صاحبتها في فهم الدروس، وإنما يعرف الصديق عند الضيق، بل إن الصديقة الحقة تبادر من نفسها وتعرض المساعدة على أختها، يدفعها لذلك الإيمان وحب الخير لبني الإنسان، وهذا هو توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وبشر من كان في عون أخيه بأن يكون الله في عونه .

وإذا أصرت هذه الأخت على الهروب منك ولم ينفع تذكيرك لها بالله، ولم تجد محاولاتك معها رغم أنها من أهل السنة والدين، فلا مانع من الاستفادة من الزميلة الأخرى إذا لم يتيسر لك الوصول إلى المعلمة، فإن الدقائق المعدودة مع المعلمة أفضل من الساعات مع طالبة من الطالبات.

واحرصي على معاملة الأخت الأخرى بصورة طيبة، واجتهدي في ملاطفتها وبذل النصح لها، ولا تقطعي صلتك بالزميلة الأولى، واحمدي الله الذي كشف لك هذا العيب حتى لا تنخدعي بها مستقبلا، واحرصي على الاعتماد على نفسك بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه، واعلمي أن لكل مجتهد نصيب، ورددي ما قاله الشاعر:

جزى الله الشدائد كل خير *** فقد علمت بها عدوي من صديقي

وحاولي التركيز في المذاكرة، واختيار الأوقاف الفاضة، وكوني في طاعة الله واسعدي بتأييده وتوفيقه، وتذكري أن من كان في حاجة الناس كان الله في حاجته، واشغلي نفسك بطاعة الله، وأكثري من اللجوء إليه سبحانه؛ فإنه لا موفق لمن خذل ولا خاذل لمن وفقه الله.

نسأل الله لك التوفيق والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات