ما موقف الأولاد من خلافات أمهم مع أقاربها؟

0 30

السؤال

السلام عليكم

كلامي الذي سأقوله لا أحاول به التقليل من شأن أمي أو تضحياتها، وأنا أعرف ما للأم من عظيم الشأن، وهذا ما دفعني للسؤال هنا.

والدتي لديها مشاكل مع كل أقاربنا، تتمثل بكونها تكره مرورهم بمنطقة سكننا، أو حصول تزاوج بين أسرتها وأسرة أبي أو عشيرتهم بشكل عام، ولأنه حصل زواجات وإضافة إلى استمرارهم بالقدوم لمنطقة سكننا، تقول: إن ذلك يسبب مشاكل مستقبلية.

هي تطلب مني أن أحل لها المشكلة برد الأذى للأقارب، ولأني شخص مسالم لا يحب أن يؤذي أحدا أخبرها أن تخفف التواصل معهم فقط، وتتركهم لربهم، وتتهمني حينها بالأنانية، وأني أريد النجاح لنفسي فقط، وأني عاقة، وتدعو علي بعدم التوفيق، وأن كونها أمي يعني أن علي حل الأمر لها، ومساندتها بكل ما تقول، سواء ظننته صحيحا أم لا!

السؤال هو:
1) هل أنا مسؤولة عن حل مشكلتها مع أهلها وأقاربها أو مع أبي أو أقاربه؟
2 ) إذا أنا لا أملك الحل أو كان الحل أمرا أرفض فعله، هل علي ذنب لو رفضت فعله؟
3 ) ما المقدار الذي علي مساعدة أمي به؟

أنا لا أحتك بهم سوى قليل، لأجل صلة الرحم لا غير، لكنها تقول: إن ذلك غير كاف، وعلي رد الأذى، وإني لا أحس بها، وإن هذه المشاكل مسؤليتنا نحن كأولادها وبناتها، لحلها لها.

أريد معرفة موقف الشرع من الأمر حين يكون رضا الأم يتطلب القيام بشيء يخالف شخصيتك، أو يتطلب التعامل مع الأقارب بخشونة.

أرجو منكم تفصيل الجواب، وأرجو أن أجد الجواب الشافي لديكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك في موقعنا، ونسأل الله أن يكتب أجرك في حرصك على البر بالوالدة - حفظها الله - وما تقومين به معها يدل على أنك تحرصين على رضاها ومراعاة مشاعرها.

أما ما ذكرت من مشكلات الوالدة مع أقارب الوالد وعشيرته، فلك أن تسعي - بحسب الإمكان - في تقريب الوجهات وحل الخلافات التي نشأت بينهم، ومعالجهتا بما يرضي الله تعالى.

أما الإجابة عن أسئلتك.
- سؤالك هل أنا مسؤولة عن حل مشكلتها مع أهلها وأقاربها أو مع أبي أو أقاربه؟ لست مسؤولة على سبيل الوجوب، بل المسئول عن ذلك من له ولاية من الرجال في الأسرة، ولكن إذا استطعت أن تفعلي شيئا في حل الخلافات فلك أجر، إن شاء الله.

- أما سؤالك أنك عاجزة عن إيجاد حل، فأنا أنصح بتكرار المحاولة ولا تيأسي، وأكثري من الدعاء بأن يؤلف الله بين القلوب ويصلح ذات بينهم، وإذا وصلت إلى مرحلة القناعة بأن ما تطرحين من حلول غير مقبولة لدى بعض الأطراف، فاكتفي بالدعاء، وليس عليك حرجا شرعيا، ولست سلبية، لأن الله كلفنا بما نقدر عليه، وأنت كما قلت: لا تقدرين على عمل شيء.

- أما سؤالك عن كيفية التعامل مع الوالدة، فالذي أنصح به المزيد من الاستمرار في البر بها، واصبري بما تلقين منها من شدة أو أنك عاقة، فأنت لست كذلك، ولا تفكري في قطع الأرحام إرضاء للوالدة لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فضلا أن تفعلي ذلك، لأنه وحتى إذا كانت الوالدة محقة في بعض ما تشكو منه منهم، لكن لا ينبغي أن يكون أبدا من وسائل العلاج قطعية الرحم، وإنما بإصلاح ذات البين، بكل طريق ممكن.

أرجو أن لا تقلقي من دعاء الوالدة عليك فأنت لست مقصرة في حقها كما يظهر من كلامك، فإن الله لا يستجيب لها لأنها تدعو بإثم، وأرجو أيضا أن يكون لك استمرار في نصح الوالدة بأن تتعرف على طريقة حل الخلافات، وأن تتقي الله ولا تأمر بما يغضب الله، وأن يكون لديها قدر من التسامح والعفو، فاجتهدي في النصح برفق ولين وبطريقة مباشرة وغير مباشرة.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات