أعجبت بفتاة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فهل أخطبها؟

0 30

السؤال

السلام عليكم.

تعرفت على فتاة عبر موقع التواصل الاجتماعي، لم أكلمها يوما، ولا أعرف لا وجهها ولا أي شيء عنها، باستثناء عمرها من خلال منشوراتها، ولكن أعجبت بفكرها، فهي في عمر الثامنة عشر، أتمت حفظ القرآن الكريم، وتتعلم العلم الشرعي، وأفضل صفة أحببتها فيها وأريدها في زوجتي وهي أنها ليس عندها ولا ذكر عبر موقع التواصل الاجتماعي هذا.

الآن أنا خريج ماستر حقوق ولازلت أنتظر الوظيفة، وحالتي المادية فقيرة جدا، بل لا أملك حتى منزلا، في حين يبدو أن حالتها المادية ميسورة، وبعد الوظيفة -إن شاء الله- أريد مساعدة أمي ماديا قبل ذلك، والاستقرار في المدينة لأني من القرى.

أنا متردد، هل أراسلها وأخبرها بميولي تجاهها على الأقل لإعلامها، أو أنتظر حتى أحصل على وظيفة، وأتقدم لها، ولكن أخاف أن تكون قد تزوجت، ونادرا ما تجد مثل هذه الفتاة؛ لأن بها أهم صفة أحبها وهي عدم محادثة الذكور وحاملة لكتاب الله.

كما أني متردد في مراسلتها؛ لأنني أخاف أن لا أكون أهلا لها، لأني لست حافظا للقرآن مثلها، ولي وما علي من ذنوب ولكن أستغفر الله دائما، فأقول ربما هي أكثر مني عفة وتدينا ولا أستحقها، أو أظلمها، أو ترفضني، أو تقول تريد إتمام دراستها.

أنا أصلي صلواتي في وقتها منذ كنت شابا، وأقرأ وردي اليومي وأذكار الصباح والمساء، وأحفظ بعض الأحاديث، ولم أزني يوما، ولا أدخن، ولا أغتاب أو أسرق أو أظلم أحدا، وأحاول قدر الإمكان أن أكون عفيفا حتى أجد امرأة عفيفة وطاهرة، المهم أني أخاف الله ولم أظلم أحدا، ولا أزكي نفسي هنا، فماذا علي أن أفعل؟ وادعوا لي بالزوجة الصالحة والعمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك هذه الاستشارة الرائعة وهذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

لا يخفى على أمثالك أن الشاب المتدين الحريص على الخير، الحريص على العفة، الحريص على رضا الله تبارك وتعالى؛ إذا سمع بفتاة أو وجد فتاة ويجد في نفسه ميل إليها فإن أول الخطوات الصحيحة التي ينبغي أن يسلكها هو أن يطرق باب أهلها، ولا مانع في حالتك المذكورة أن تعرض الأمر على والدتك لتتواصل بأسرة الفتاة، أو لتتواصل بالفتاة، حتى تستطيع أن تعرف إن كانت مرتبطة أو لا، إن كان عندها موافقة مبدئية أو لا، ثم بعد ذلك تأتي الخطوات اللاحقة لهذا الأمر.

ونؤكد لك أن سلوك الطريق الصحيح هو أهم ما ينبغي أن نوصي به شبابنا والفتيات، لأن أي مخالفات شرعية وأي تواصل بالطريقة التي لا تجوز هو خصم على سعادة الشاب وعلى سعادة الفتاة حتى لو حصل الرباط الشرعي، وذلك لأن البدايات الصحيحة هي التي توصل إلى النتائج المريحة التي ترضي الله تبارك وتعالى.

فإذا الخطوة الأولى هي أن تعرض الفكرة للوالدة، وتبين للوالدة أنك تحتاج سنوات من أجل أن تكرم الوالدة، ومن أجل أن تقوم بالوفاء عليها، ثم تعد نفسك، ثم تتقدم للزواج، ولكنك راغب في أن تتكلم الوالدة مع هذه الفتاة أو تتواصل مع أهلها، فإذا وافقت الوالدة عند ذلك يمكن أن تربطها بها بأي وسيلة من وسائل الاتصال من أجل أن تكلمها، وتعرض عليها فكرة الارتباط بك، وعند ذلك ستجد الإجابة المناسبة من الفتاة، وكل ما بعد ذلك سيبنى على الإجابة، إن كانت هناك موافقة ففي هذه الحالة الفتاة ستكون أيضا قد ارتاحت لأنها حسمت أمرها وقرارها، وإن كانت الإجابة بأنها قد ارتبطت أو أنها تعتذر أو بأن المسافات بعيدة أو بأن أهلها لا يقبلوا أو غير ذلك؛ فعند ذلك أيضا يكون فيه مصلحة للطرفين، حتى لا تجري وراء السراب وتتعلق بأمور لا تستطيع الوصول إليها، لأن ذلك يشغل عن الطاعة ويجلب للإنسان الأتعاب.

نشكر لك هذا الحرص على الخير، ونؤكد لك أن ما أنت عليه من ذكر ومحافظة على الصلاة ومن حرص على عدم ظلم الناس ومن حرص على أخلاق فاضلة هو التدين بعينه، وأرجو أن تجتهد وتزداد خيرا بأن تحفظ ما تيسر لك من كتاب الله، واحرص على أن تزداد لله قربا مع كل صباح ومع كل مساء، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات