رفضت شابا متدينا وندمت، فما الحل؟

0 32

السؤال

السلام عليكم.

أمر بأزمة منذ 3 شهور، تقدم شاب لخطبتي، وكان متدينا وبارا بوالديه، مع ذلك رفضته مرتين مع إصرار الأهل والأقارب، واليوم أعيش حالة اكتئاب وخوف وقلق وفزع، ولا أنام جيدا، وكأني بدأت معجبة به، وأشعر أنه سوف يرجع يخطبني مرة أخرى، علما أنه تزوج صديقتي، فلماذا أشعر بهذا الشعور؟

بدأت بقراءة سورة البقرة والاستغفار، والصلاة لا أقطعها، أفيدوني.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك ثقتك بنا وتواصلك معنا.

عزيزتي: يجب أن تؤمني بالقضاء والقدر، فلو وصلت لهذه المرحلة من التفكير ستجدين بأن الأمر بسيط، ولا توجد مشكلة، وتقبلنا للأحداث الطبيعية في الحياة أمر مهم جدا ليعم السلام النفسي الداخلي، وبالتالي عدم تأثر حياتنا نتيجة هذه المتغيرات.

الشعور بالندم الذي سيطر عليك لن ينفعك الآن، بل بالعكس أثر عليك سلبا وجعلك ضعيفة هشة، تشعرين بالانهزام والاستسلام للحزن واليأس.

الزواج قسمة ونصيب ومقدر من الله سبحانه وتعالى، فلو كان من قضائه وحكمته أن قدر لك هذا الزوج فلو اجتمع الجن والإنس لمنع هذا الزواج فلن يستطيعوا منعه، ولكن لم يشأ الله ولم يقدر لحكمة يعلمها، وأمر المؤمن كله خير.

عزيزتي: توقفي عن جلد ذاتك وتحميلها مالا طاقة لها به وما لا ذنب لها فيه، فالأمر ليس ملكك بل هو بتسخير الله وتيسيره، واهنئي بحياة مستقرة نفسيا، ولا تستمعي لمن حولك والذين قد يكونون سببا في لومك وتحميلك فوق طاقتك، لربما من منطلق حرصهم الشديد على مصلحتك، ولكن اقنعيهم بأسباب الرفض، واطلبي منهم عدم التطرق للأمر مرة أخرى، لأن الموقف انتهى ولا فائدة من الحديث عنه، وتعلمي من المواقف التي تطرأ في هذه الحياة، لربما يتطلب الأمر تغييرا في النظر بموضوعية للأمور، والحكم على المواضيع بمنطقية، وليس لمجرد العناد وإثبات أنك صاحبة قرار عند تشبثك برأيك، حتى وإن كان ضد مصلحتك، فأحيانا تأخذنا الحمية ونريد أن نظفر بقرار منفرد لنثبت للآخرين أننا أصحاب قرار، حتى وإن كان هذا القرار خاطئا، فتمعني وكوني أكثر حكمة في إتخاذ القرارت، خاصة المصيرية.

اتركي تلك المشاعر واكبحي زمامها فهي مصدر القلق والتوترن فأمامك الحياة الجميلة التي تنتظركن فلا تفسدي بهجة الأيام، واستغلي مشاعر الندم المؤلمة في تنمية ذاتكن واجعلي منها مصدر إلهام في تطوير ذاتك، وتعلمي طرقا جديدة في كيفية التعامل مع الأحداث، وستكونين أكثر حكما ونضجا عما سبق.

قوي علاقتك بالله سبحانه وتعالى، والجئي إليه، ففي كتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- الراحة والنجاة، وأكثري من قراءة قصص الأنبياء، واستشعري الدروس والحكم مما مر بهم من مواقف وأحداث ترشدك إلى الصواب.

أسأل الله أن ينعم عليك بالسكينة وراحة البال.

مواد ذات صلة

الاستشارات