كيف ألزم نفسي على الدراسة الجادة؟

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في الحقيقة أنا أعاني من إلزام نفسي على الدراسة، بدأ ذلك بعد ابتعادي عن صديقتي، فقد كنا نشكل معا شيئا جميلا جدا، فقد كنا نعين أنفسنا على الدراسة والصلاة وحفظ القرآن الكريم، فقد وضعنا جدولا صارما أعنا فيه بعضنا البعض على فعل كل ما هو جميل، كنا الأوائل دائما بأي مجال ندخل فيه،
ثم لتفوقي عليها في جميع المجالات أصبحت تلك الصديقة غيورة جدا، وأعدت من المكائد والأمور الشيء الكثير (لا ألومها في الحقيقة، لأنها بالتأكيد قد تعبت كثيرا من ذلك)، فابتعدت عن تلك الفتاة ابتعادا تاما لأني تأذيت جدا منها، لكن كانت نفسي قد تعودت على هذا الدافع، وحينما ذهبت أصبحت أعاني من كسل وعجز عن إنجاز أي شيء، وقد تراجعت كثيرا همتي وقوة إرادتي، فكيف أحفز نفسي بنفسي؟ وكيف أصنع جدولا ألتزم فيه؟ فقد أعددت دون مبالغة أكثر من مئة جدول، ولكن للأسف لم ينجح أي منها!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ومرحبا بك.

إن الغيرة بصورة عامة هي شعور طبيعي يختبره كل إنسان بصورة أكيدة، لكن الغيرة إذا ما تخطت حدود المعقول ستكون النتيجة عكسية، والغيرة بين الصديقات إذا تخطت الحدود الطبيعية فلا بد أن يبذل الشخص الذي يعاني من الغيرة جهدا ليتخلص من شعوره بالغيرة تجاه الآخرين.

رغم احترامي لأهمية الصداقة وقيمتها، أنصحك أن لا تفكري كثيرا بالموضوع، ولا تعطيه حجما أكبر من حجمه، ولا تجعلي حياتك تدور حول هذه الصديقة التي أثرت عليك سلبا.

كوني قوية، ولا تسمحي لهذه التجربة أن تضيع مستقبلك، لذلك عليك إعطاء كل علاقة حجمها كما يجب، واعلمي أنك ستجدين لاحقا زميلات جامعة كثر، والمهم أن تركزي في دراستك وتركزي في مستقبلك وفي حياتك وتحقيق أهدافك.

أما بالنسبة إلى سؤالك : كيف أحفز نفسي بنفسي؟ وكيف أصنع جدولا ألتزم فيه؟

أقول لك غاليتي ما يلي:
- أن تفكري في مدى السعادة التي ستشعرين بها فور تحقيق حلمك والنجاح بتفوق كما تستحقين بدلا من التفكير في مدى صعوبة وضع جدول للمذاكرة تلتزمين به، فليس هناك ما هو أفضل للتحفيز من تذكير نفسك بالمكانة الأكاديمية والاجتماعية التي ستكسبينها في حال التزامك بجدول الدراسة.

وهذه طريقة سهلة في كيفية تنظيم جدول للدراسة، أرجو الالتزام به فهو وضع من قبل متخصصين:

1- اكتبي كل البيانات التي ستعتمدين عليها، واحسبي عدد الأيام والأسابيع والشهور التي ستحتاجين إليها، على سبيل المثال: متى تبدأ امتحاناتك؟

2- حددي قائمة تشمل كل المواد التي تريدين دراستها، وضع كل المواد التي تريدين دراستها في قائمة، وتدوين التزاماتك على الورق، وفي حالة وجود امتحانات معينة عليك المذاكرة من أجلها، اكتبي هذه الامتحانات في القائمة بدلا من أسامي المواد.

3- ترتيب القائمة حسب الأولوية، من خلال تحديد أهمية كل مادة، يمكنك تحديد المواد التي ستحتاج النصيب الأكبر من وقتك.

4- ترتيب المواد تصاعديا ابتداء من 1. إذا كانت مادة الرياضيات هي المادة التي تحتاج إلى وقت أطول، ضع رقم 1 بجانبها، وإذا كانت مادة التاريخ تحتاج إلى الوقت الأقل (ولديك 5 مواد في القائمة) ضع رقم 5 بجانبها،ضع صعوبة المادة أو الامتحان في الحسبان.

5- تخصيص زمن محدد يمكنك المذاكرة فيه كل يوم، وبذلك يمكنك حفظ الجدول بدون النظر إليه، بتنفيذ هذا النظام اليومي الثابت ستتمكني من خلق عادات دراسية صحية.

خصصي 30-45 دقيقة لكل حصة زمنية في الجدول، فإيجاد وتخصيص الفترات الزمنية القصيرة في الجدول أسهل مقارنة بالفترات الزمنية الطويلة.

6- خصصي بعض الوقت للنشاطات غير الأكاديمية، عليك أن تخصصي وقتا للعائلة والأصدقاء وغيرها من الأمور غير الأكاديمية كما خصصت وقتا للمذاكرة، وذلك لأن النجاح الأكاديمي لا يتحقق إلا بتحقيق التوازن بين حياتك الشخصية وحياتك الأكاديمية.

7- ضعي أولوية الدراسة للامتحانات القريبة، ووزعي مذاكرتك ودروسك على الفترة المحدودة السابقة للامتحان، ضعي أولوية للمواد التي تعلمين أن أدائك فيها ليس جيدا، والمواد التي تريدين أن تحصلي فيها على درجات عالية.

وأخيرا أقول لك: انظري إلى نفسك نظرة كلها فخر واعتزاز وتقدير واحترام، فتقديرك لذاتك يغير حياتك، حافظي على الطاعات من صلاة وصوم وتلاوة للقرآن الكريم؛ فهذه الأمور ورضى الله علينا يساعدنا على تخطي تحديات وصعوبات الحياة.

أسأل الله لك التوفيق والنجاح في مسيرتك العلمية والعميلة.

مواد ذات صلة

الاستشارات